التربية الإسلامية

التربية الإسلامية الفصل التمهيدي مفهوم التربية الإسلامية " وتعنى الاراء و المبادئ و المفاهيم والممارسات التربوية المستمدة من الاصول الاسلامية بالمناهج التربوية مستهدفة تربية انسان عابد طائع مؤتمر باوامر الله منته عن نواهيه " وهى بذلك علم تربوى قائم على الاسس الشرعية وفقه الواقع الاسلامى
مفهوم التربية الدينية " هى العلوم الشرعية كالتفسير و الحديث و الفقه وغيرها التى يدرسها الطلاب فى مراحل التعليم السابق على التعليم الجامعي
مصادر التربية الإسلامية ا) الاصلى للتربية الإسلامية القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة فهو اساس التربية الى يوم القيامة لانه من الله عز وجل خالق الانسان وواضع اصول التربية وهو سبحانه و تعالى العليم بخلقه وبما ينفعهم قال تعالى " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" ب) مصادر فرعية وتشمل اجتهادات المسلمين فى الحقل التربوى سواء كانوا فقهاء ام مؤرخين وغيرهم ولكن بشرط ان تكون تلك الاجتهادات تحت مظلة الكتاب و السنة وان يحقق بها نفعاً للمسلمين
أهداف التربية الاسلامية1- الأهداف الخلقية والنفسية . يبتغى الإسلام بهذه الأهداف كمال الخلق وتزكية النفس وترويضها على الطاعة وفعل الخير وكفها عن محارم الله , وطريق النفس الى ذلك العبادة وذكر الله ومغالبة الهواجس و الوساوس التى تنائى بالانسان عن منهج الله " ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون"2- الأهداف الاجتماعية حرص الإسلام على إقامة مجتمع متماسك قائم على العدل و الرحمة والتعاون بين الاقارب والاباعد ونشر مبدأ الاخوة فى الله قال تعالى" فلآت ذا القربى حقه و المسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله و أولئك هم المفلحون" وقول صلى الله عليه وسلم (مازال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت انه سيورثه) وقوله تعالى "إنما المؤمنون إخوة"
3- الاهداف العقلية و المعرفية تظهر هذه الأهداف في توجيه القرآن الكريم المسلمين الى اعمال عقولهم وتأمل ما فى الكون من ايات الله قال تعالى" ان فى خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار للآيات لأولى الألباب" وقوله تعالى " قل انظروا ماذا فى السموات والارض وما تغنى الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون" فالايات تدعوا الى البحث العلمى و توظيف العقل والاكتشاف ما فى الكون من أسرار وكنوز تنبئ عن عظمة الخالق
4- الاهداف العلمية المرتبطة باحتياجات الإنسان ومعاشه في هذا الإطار يوجه الاسلام المسلمين الى ارتياد سبيل المعاش و تحقيق الاكتفاء الذاتى عن الاخرين بلا تجرد او انكفاء على الذات كما يفعل الرهبان وانما بواسطية متزنة فلا تكالب على الدنيا ولا اهمال لها قال تعالى " وابتغ فيما اتاك الله الدار الاخرة ولاتنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد فى الارض ان الله لا يحب المفسدين" وقال تعالى " فاذا قضيت الصلاة فانشروا فى الارض و ابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون"
مجالات التربية الاسلامية1- مجال الدراسات الأصولية ترجع تسمية هذا المجال بمجال الدراسات الاصولية الى ان الدارس فى هذا المجال يعتمد فى دراسة موضعات التربية الاسلامية على الاصول والمصادر الاساسية لهذه التربية وهى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة , على سبيل المثال الذلا يريد ان يدرس تربية الطفل فى الاسلام دراسة أصولية علية ان يتجه مباشرة الى القرآن الكريم والسنة النبوية وتحليل الايات و الاحاديث بعملية استقرائية ليستنبط منها ما يتعلق بتربية الطفل
2- مجالات الدراسة التاريخية وفيه يقوم الباحث بدراسة تاريخ التربية الاسلامية و تطور الافكار والتطبيقات التربوية خلا العصور الاسلامية المختلفة , ودراسة التربيو الاسلامية دراسة تاريخية تأخذ عدة إشكال ا) دراسة تراعى البعد الزمانى حيث تقسم تاريخ التربية الاسلامية من العهد النبوى حتى اليوم الى عصور وفترات تاريخية ب) دراسة تراعى البعد المكانى حيث تتناول تاريخ التربية فى الاقاليم الاسلامية فيدرس احدهم الأندلس والأخر الشام مثلا ج) دراسة تجمع بين البعد الزمانى و المكانى حيث تتناول التربية الاسلامية فى اقليم معين فى حقبة تاريخية معينة هـ ) دراسة مؤسسات ومعاهد التربية الاسلامية كالكتاتيب و المساجد من حيث نشأتها وتطورها ودورها التربوى
3- مجال دراسات الفكر التربوي الاسلامى يهتم هذا المجال بدراسة اجتهادات المفكرين المسلمين فى حقل التربية على اختلاف اتجاهاتهم و مدارسهم ويوجد عدة أساليب لدراسة الفكر التربوي الاسلامى
ا) دراسة أعلام التربية فى الاسلام كأن يقوم الدارس بداراسة الفكر التربوى عند الغزالى فيدرس اراءه كلها
ب) دراسةالاتجاهات العلمية والمدارس الفكرية التى تضم اكثرمن علم من اعلام الفكر التربوى الاسلامى
ج) دراسة المفاهيم والقضايا بحيث يركز الباحث دراسته على موقف الفكر الاسلامى من مفهوم معين
د) دراسة العصور والفترات التاريخية وهى دراسة تطور الفكر الاسلامى عبر العصور التاريخية
4- مجالات دراسات الواقع المعاصر يتجه الدارس فيه إلى دراسة الواقع التربوى القائم وصفاً او تشخيصاً او تعديلاً او تطويراً من المنظور الاسلامى وتتسع الدراسات فى هذا المجال لتشمل النظام التربوى القائم بأكمله من مناهج وطرق تدريس ومعلمين وطلاب ومؤسسات تربوية نظامية و غيرنظامية
5- مجال الدراسات المنهجية وهى الدراسات التي يحاول اصحابها ان يحددوا المناهج الاساسية للتعامل مع التربية الاسلامية ومنهج دراستها والاصول التى يجب ان تعتمد عليها تلك الدراسات
6- مجال الدراسات المتنوعة "البينية" وهى الدراسات التى لا تتقيد بمجال واحد من المجالات الخمسة السابقة وانما تحاول ان تجمع بين اكثرمن مجال من هذه المجالات , وتلك الدراسات ضرورية فى مجال التربية الاسلامية لان بعض الموضوعات تقتضى طبيعتها ان يجمع الباحث بين أكثر من مجال
الفصل الأول الآثار التربوية بعقيدة التوحيد فى شخصية المؤمن1- تحدد عقيدة التوحيد الهدف الكلى للمؤمن فى الحياة وهو التحقق بالعبودية لله وحده فيوجه المؤمن اعماله و طاقته فى اطار هذا الهدف قال تعالى " وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون " وقال تعالى "قل ان صلاتى ونسكى ومحياى ومماتي لله رب العالمين"
2- تربى عقيدة التوحيد المؤمن على التوكل على الله و التفويض الكامل لله مع الاخذ بالاسباب واتقان العمل قال تعالى" ومن يتوكل على الله فهو فهو حسبه" اى كافيه وحاميه و مسانده3- تحرر عقيدة التوحيد المؤمن من الخوف وتغرس فيه الطمأنينة و الامل قال تعالى " الذين آمنوا وتطمن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب" فيواجه التحديات فى الحياه بروح الايمان والرضا بقضاء الله عز وجل4- تطهر عقيدة التوحيد النفس المؤمنة من القلق والحزن وكافة الافات النفسية لان عقيدة التوحيد تصون النفس من التمزق بين ولاءات كثيرة لالهة متعددة قال تعالى "أرباب متفرقة خير أم الله الواحد القهار"
اركان العقيدة تقوم العقيدة الإسلامية على الايمان باله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره ففى الحديث ( قال أخبرنى عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه و رسله و اليوم الاخر و القدر خيره وشره)
الايمان بالملائكة و أثره التربوى1- يقودنا الإيمان بالملائكة الى ادراك حكمة الله فى تنوع الخلق و تنوع المهام فمهمة الانسان الخلافة فى الارض ومهمة الملائكة كثيرة و متعددة وهذا يدفعنا الى محاولة فهم اسرار التفاوت والاختلاف بين الإنسان وغيره من المخلوقات2 بعلمنا الإيمان بالملائكة الطاعة لله والنظام و الاتقان فى العمل وهذه سمات كل عمل ناجح3- يشعر المؤمن بالسعادة عندم يعلم ان من الملائكة من يستغفر له فيزيد رغبة فى الطاعة و تجنب المعاصى4- يراجع المؤمن نفسه فى كل عمل قاصدأ الخير لانه يؤمن بانه " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"5-إسناد الله عز وجل للملائكة اعمالاً تتعلق بحساب الانسان ومجازماته تعلمنا تنظيم الاعمال الى من تتوفر فيه المؤهلات الازمة لإتقانه فلا مجاملة ولا محسوبية
الايمان بالقدر وتطبيقاته التربوية1- يرتبط الإيمان بالقدر بالسعى و العمل الدؤوب من جانب التوكيل و التفويض من جانب اخر وهذا يحقق للمؤمن ثلاث ثمار أ) طاعة الرب فيما امر ب) تحصيل ثمرة السعى و العمل ج) تحقيق الأمن النفسي و الطمأنينة2- استمرار الحياة و تقدمها فالمؤمن بالقدر يكون نشيطا عاملا يؤدى عمله باتقان لان الايمان بالقدر يرتبط بالعمل فلا انتظار لما يأتى به القدرمن رزق و خير و الانسان كسول عاطل وانما سعى وعمل ثم رضا بما يأتي به القدر 3- يكتسب المؤمن بالقدر هدوء النفس لانه يؤمن بان كل شئ بيد الله وحده وان ما صابه لم يكن ليخطأه وان ما اخطأه لم يكن ليصيبه , فلا ينزعج قلبه ولا يحزن على ما مضى4- يرى المؤمن بالقدر نفسه على أن يكون راضياً هادئاً متواضعاً فيطرد الإعجاب بالنفس عند حصول المراد و يؤمن بان ماحصل إنما هو نعمة من الله بما قدره من أسباب الخير
الفصل الثاني الأصول العبا دية للتربية الإسلامية الزكاة وهى ما يخرجه الإنسان من حق الله تعالى الى الفقراء وهى نماء وطهارة وبركة قال تعالى" خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها" والزكاة احد اركان الاسلام الخمسة وهى من صفات المؤمنين , وتجب على المسلم الحر الذى يملك النصاب , ومن امنتع عن ادائها وانكر وجوبها يقتل كافراً واما من امتنع عن ادائها وهو يعتقد انها واجبة فانه يأثم وعلى الحاكم ان يأخذها منه قهراً
الآثار التربوية للزكاة1- تحرر الزكاة المسلمين من الانانية والشح وتكسبهم التعاطف مع الآخرين
2- تربى الزكاة المسلمين على احترام الاخرين وعدم التعالى عليهم لانها حق معلوم فى مال الله الذى استخلفهم فيه قال تعالى " والذين فى اموالهم حق للسائل والمحروم " وللفقير كرامة يجب ان تراعى
3- تربى الزكاة المسلم على الاسهام بماله فى اصلاح مجتمعه طاعة لله وحرصاً على الجماعة المسلمة التي ينتمي إليها
4- تربى الزكاة المسلم على ان يوازن بين نفسه والاخرين فلا راسمالية تحازالى الفرد ولااشتراكية تنحاز الى الجماعة فالذكاة تغيرالفرد والمجتمع فلا استعلاء و لا أثرة من الفرد ولاحقد ولا تهديد من الجماعة وانما حياة امنه مطمئنة
الصوم هو الإمساك عن المقطرات من طلوع الفجر الصادق الى غروب الشمس وهو واجب على كل فرد مسلم عاقل قال تعالى " يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم "
الآثار التربوية للصوم1- يربى الصوم المسلم على ضبط احتياجاته والتحكم فى شهواته وتطويعها الى اوامر الله
2- تربى المسلم على الاتصاف بفضائل انسانية كبرى كالصبر وقوة التحمل وكظم الغيظ وكبح جماح النفس
3- يربى المسلم فى النفس تقوى الله و يؤكد فيه التحرر من سلطان العادة فمن السهل على نفس امتنعت عن الحلال بعض الوقت ان تتجنب الحرام كل الوقت
4- يرتبط الصوم بالاعتكاف فى العشرالاواخر من رمضان فيخلوا العبد بربه و يناجيه و يستغفره فيخرج الصائم من اعتكافه و قد من الله عليه بخير الزاد
الحج احد الأركان الخمسة للإسلام دل على فريضته الكتاب والسنة وقال تعالى " ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا" ومن السنة الحديث المشهور ( بنى الاسلام على خمس ........) و الحج يمحو الذنوب ويطهر النفس من الدنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه)
الآثار التربوية للحج 1- يجرد الحج المسلم من علائق الدنيا لانه رحيل الى الله بملابس الاحرام والتى تذكرالانسان بموقفه امام ربه يوم الحساب متجرداًمن كل ما سوى العمل الصالح فهو تربية روحية
2- يربى الحج المسلمين على الاتباط العملى برباط الاخوة الاسلامية ونبذ روابط الجاهلية فهو تربيو اجتماعية
3- يحفظ الحج للجسم صحته وللنفس سلامتها عن طريق النظافة والطهارة والمشى والضبط لبعض متطلبات النفس التى تمتنع عنها من الاحرام حتى الاحلال واذا ارتبط هذا بالدعاء والتلبية قراءة القرآن فانه يعتبر تربية صحية ونفسية و روحية
الفصل الثالث من أصول تربية الطفل في الإسلام
متطلبات طفل ما قبل المدرسة أشارت بعض الدراسات التربوية الى ان من هذه المتطلبات
1- الحاجة الى الرعاية الجسمية والصحية من حيث الرضاعة و التغذية 2- الحاجة إلى الحب و الحنان والعطف 3- الحاجة إلى الطمأنينة والاستقرار4- الحاجة إلى التوجيه وضبط السلوك 5- الحاجة إلى اللعب
وأشارت دراسات أخرى أن من أهم هذه الحقوق1-حق الطفل في الحياة2- حق على والده فى ان يحسن اختيار اسمه ويحسن أدبه 3- حق الطفل على والده اختيار إلام الصالحة 4- حق فى المساواة بينه وبين إخوته 5- حق في الحنان والعطف 6- حق في التوجيه والإرشاد السليم7- حقه في الثواب والقسوة فى العقاب 8- حقه في اللعب9- حقه في الإنفاق عليه ورعايته صحيا
وأشارت الدراسات النفسية التي عنيت بالجانب الاسلامى الى حقوق الطفل قبل المدرسة هى
1-حسن أدب الطفل وحسن اختيار اسمه2- المساواة فى المعاملة3- الرحمة والرأفة بالصغير3- اللعب من الوالدين
اوجه رعاية السنة النبوية لطفل ما قبل المدرسة1- إدراك الوالدين لمسؤولية تربية الطفل و رعايتة
جعل الاسلام مسؤلية الوالدين عن هذه الحالة مسؤلية دينية قبل ان تكون مسؤلية اجتماعية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤل , فالامام راع وهو مسؤل و الرجل راع على اهله وهو مسؤل , والمرأة راعية على بيت زوجها وهى مسؤلة , والعبد راع على مال سيده وهو مسؤل ألا فكلكم راع وكلكم مسؤل) وقال عليه الصلاة والسلام ( مامن مولود الا يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه)
2- ممارسة السنة والاحكام الإسلامية بعد ولادة الطفل ومنها البشارة والتهنئة بالطفل ففى البشارة مرة للوالدين وكذلك التأذين فى اذن الطفل لتحصين الطفل من الشيطان , وكذلك تحنيك الطفل بالتمر والدعاء له بالبركة وكذلك العق للطفل المولود يوم سابعة وحلق رأسه يوم سابعه والتصدق بمقدار وزنه شعره ذهباً او فضة وتسميته باسم من الاسماء الحسنى وكذلك ختان الطفل فانه من سنه الفطرة3- حماية حياة الطفل فهي من الحقوق التي كفلها الاسلام له قال تعالى " ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم مواياكم ان قتلهم كان خطئاً كبيراً" و قضى الاسلام على تلك العادة الذميمة وهى وأد البنات قال النبى صلى الله عليه وسلم ( ان الله عز وجل حرم عليكم عقوق الامهات و وأد البنات ومنح وهات) 4- الرعاية الجسمية والصحية للطفل قال تعالى " و الوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد و ان يتم الرضاعة" ولقد اخر النبى صلى الله عليه وسلم اقامة الحد على المرأة الغامدية حتى تضع وايضا حتى تفطم ولدها ومن ناحية الانفاق
قال صلى الله عليه وسلم ( خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول) وقال عليه الصلاة والسلام ( افضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله) فالاب ملزم بتلبية كل حاجات الطفل الجسمية والصحية بحيث يقدم نفقه الطفل على كل وجود الانفاق. 5- إتاحة الفرصة للطفل فى الحركة و اللعب تتسم مرحلة ما قبل المدرسة بالذات فى حياة الطفل بان اهم ما يسودها هو اللعب والملاعبة من الوالدين والمربين واعطى الرسول صلى الله عليه وسلم من نفسه المثل الاعلى فى تقدير ذلك و فى الحديث ان النبى صلى الله عليه وسلم كان فى احد الصلوات ومعه الحسن اوالحسين واطال عليه السلام فى السجود فظن الناس انه يوحى اليه فقال عليه السلام ( ولكن ابنى ارتحلنى فكرهت ان اعجله حتى يقضى حاجته ) وروى عبد الله بن الحارث قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله و عبيد الله و كثيرا من بنى العباس ثم يقول من سبق الى فله كذا وكذا , قال فيسبفقون اليه , فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم) 6- معاملة الطفل بالحب و الرحمة و تجنب القسوة و العقاب لقد ظهرت مظاهر هذا الحب فى جوانب عديدة عبر فيها الرسول صلى الله عليه وسلم عن كيفية معاملة الطفل بالرحمة والحنان فعن ابى هريرة رضى الله عنه قال ( قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن ين على وعنده الاقرع ين حابس فقال الاقرع :ان لى عشرة من الاولاد ما قبلت منهم احدافنظر اليه رسول الله عليه الصلاه و السلام ثم قال من لا يرحم لا يُرحم ) وعن البراء قال رأيت النبى صلى الله عليه وسلم والحسن على عاتقه يقول ( اللهم انى احبه فاحبه ) وعن ابى قتادة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( انى لأقوم فى الصلاة اريد ان اطول فيها فاسمع بكاء الصبى فاتجوز فى صلاتى كراهية ان اشق على أمه) 7- التوجيه السلوكي للطفل أعطت السنة المطهرة العديد من الامثلة فى كيفية التوجيه السلوكى للطفل وخاصة فى الاداب والسلوكيات الضروريه التى تتكر دائماً كاداب الطعام والشراب والسلام والاستئزان وغير ذلك روى عمر بن ابى سلمة قال كنت ربيباً فى حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدى تطش فى الصحيفة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك فمازالت تلك طعمتى بعد) وعن كيفية توجيه الطفل لصدق وعدم الكذب عن ابى هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من قال لصبى تعال هاك ثم لم يعطى فهى كذبه) 8- العدل و المساواة بين الطفل و أخواته حيث أن العدل أن بحمى الطفل من صور الاضطراب فى نموه الشخصى والانفعالى الاجتماعى وقد سارت قصة يوسف عليه السلام الى قضية العدل بين الابناء واثارها النفسية ومدى دقة احساس الابناء بهذه القضية ,واكدت السنة النبوية على ضرورة العدل والمساواة بين الابناء فى كل المعاملات فقال عليه الصلاة والسلام ( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ) وحديث النعمان بن بشير لما انطلق به اباه واراد ان يشهد النبى صلى الله عليه وسلم على ان ينحلنى كذا كذا فقال النبى صلى الله عليه وسلم (اكل بنيك قد نحلت مثل ما نحلت النعمان قال لا قال :فاشهد على هذا غيرى ؟ ثم قال ايسرك ان يكونوا اليك فى البر سواء قال بلى قال : فلا إذا ) 9- تعليم الطفل القرآن الكريم ويعد تعليم الطفل القرآن الكريم حق من الحقوق على والديه لان النبى صلى الله عليه وسلم جعل من حق الولد على الوالد ان يعلمه القرأن الكريم وتعلم الطفل القرآن الكريم فى سن مبكرة له فوائد كثيرة منها
1- اذا بدا الطفل بحفظ القرآن فى صغره سبقت انواره الى قلبه وكان له اثره فى زرع السكينة والإيمان فى نفسه2- تلقى الصغار للقرآن الكريم فى الصغر له اثره فى سلامة نطقهم وتحسين مخارج الحروف عندهم
3- تلقى الصغار للقرآن الكريم له اثر فى رسوخ آياته فى ذهنهم وصعوبة نسيانها
الفصل الرابع من آداب التعلم والتعليم فى الاسلام فى ضوء قصة موسى والخضر عليهما السلام
التعليم : التعليم ينسب الى المتعلم قال صلى الله عليه وسلم ( انما العلم بالتعلم )
التعليم : والتعليم ينسب الى المعلم قال صلى الله عليه وسلم ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه)
آداب التعلم هى المقومات والمواصفات التي ينبغى ان تتوفر فى المتعلم فى نفسه ودرسه ومعلمه وزملائه
1- إخلاص القلب وصفاء النفس يشير سياق قصة موسى والخضر عليهما السلام الى ان العلم فى الاسلام يمكن تقسيمه حسب طريقة الحصول عليه الى نوعين
ا) العلوم الكسبية وهى التي تحصل للإنسان نتيجة السعى فى اكتساب تلك العلوم ولا تتم إلا بالجهد والطلب
ب ) العلوم اللادنية وهى التى تحصل عليها الانسان من غير سعى او طلب وانما هى نور يقذفه الله فى قلوب اصفيائه وهو المراد من قوله تعالى " وعلمناه من لدنا علماً" ويتضح من تلك المفاهيم ان اول اداب التعلم ان يطهر المتعلم نفسه من الذنوب والاحقاد فطهارة القلب وصفاء النفس مقوم اساسى من المقومات التى تساعد المتعلم على تحصيل العلم ويرز هذا واضحاً فيما من الله على موسى عليه السلام من العلم والحكمة وما خص الله به الخضر عليه السلام من العلم اللدنى
2- توافر الدافع للتعليم قال تعالى " وإذ قال موسى لفتاه لا ابرح حتى ابلغ مجمع البحرين أو امضي حقبا*الكهف 60" و بينت السنة النبوية هذا الدافع لدى موسى عليه السلام عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( ان موسى قام خطيباً فى بنى اسرائيل فسئل : اى الناس اعلم ؟ فقال انا , فعتبت الله عليه اذا لم يد العلم اليه , فاوحى الله اليه ان لى عبدا بمجمع البحريين هو اعلم منك ) وهنا تولد لدى موسى عليه السلام الدافع الذى حفزه على السفر وتحمل المشاق فى سبيل طلب هذا العلم , فالدافع لطلب العلم من المقومات الاساسية التى ينبغى ان تتوفر لدى المتعلم واستعداده لطلب المعلم
3- الصبر على مقتضيات التعلم الصبر قيم أخلاقيه حث عليها الاسلام والصبر ان كان لازماً فى حق كل معلم فان فى حق طالب العلم واشد لزوما , قد بدا الصبر فى قصة موسى عليه السلام فى تحمل المشاق فى تلك الرحلة الطويلة التى قطعها بحثا عن البعد الصالح وتظهر تلك المشكلة فى قوله تعالى على لسان موسى " آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصيبنا" وكذلك من وجه الصبر :الصبر على طاعة المعلم والوفاء بشروط فقد اشترط الخضر على موسى الا يسأله عن علة شئ يراه منه حتى يخبره هو بعد ذلك ولكن موسى عليه السلام لم يحتمل السكوت عما فعله الخضر عليه السلام . ومن خلال تلك القصة تبدو عدة امور مهمة بشأن الصبر على مقتضيات التعلم هي 1-إن للمعلم أن يشترط على تلاميذه من الشروط ما يساعد على فاعليته العملية التعليمية 2-إذا جعل المعلم أجابه اسئلة للمتعلمين فعليه ان يجيبها لهم فى نهاية و يقدم تبريراً معقولاً 3)أن الصبر على المعلم اشد من الصبر على تعب الاسفارو الارتحال فى طلب العلم
4-إنذار موسى للخضر ثلاث مرا فيه اسوة لكل معلم ان يقوم التلاميذ من الانذارات ما يسمح لهم بمراجعة انفسهم5- استمرارية التعليم 6- الرحلة فى طلب العلم7- التواضع 8- توقير المعلم
الفصل الخامس العقوبة فى التربية الإسلامية معنى العقوبة والعقاب و المعاقبة أن تجزى الرجل بما فعل سواء والعقوبة هى الام الذى يتبع عملا من الاعمال والعقوبة هى اشعار المسئ بالالم وحرمانه من اللذةعمدا وهو ايلام للنفس وتضيق لحرية الفرد او تقيدها
الاسلام يرى العقاب مقيدا باربعة امور "قيود العقاب"
1- ان يكون العقاب متناسباًَ مع الجريمة لان هذا هو العدل وان تكون العقوبة باقل شئ للزجر فلا يبغى ولا يشتط فى العقاب لان العقوبة ضرر, قال عليه الصلاه والسلام ( اللهم من ولى من امر امتى شيئا فشق عليهم فاشفق عليه , ومن ولى امر امتى شيئأ فرفق بهم فأرفق به2- أن يكون العقاب مساويا بين الناس فلا يكون لطائفة من الناس عقاب ولاخرين عقاب اشد منه او دونه قال صلى الله عليه وسلم ( ايها الناس انما ضل من كان قلبكم انهم كانوا اذا سرق الشريف تركوه واذا سرق الضعيف اقاموا عليه الحد وايم الله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها) 3- ألا يتخذ فى الاجراءات طريق طريق التجسس وتتبع العورات لان هذا يشيع الخوف بين افراد المجتمع ويدفع إلى الفتن4- إن تكون هناك مناسبة بين العقوبة والحالة النفسية للمرتكب فمن كان غنيا من العبث ان يعاقب بالغرامة المالية بل الحبس اوالعقوبة البدنية وان كان شخص شحيحاً يعاقب بالغرامة المالية و الرجل الشهوانى بالرزيلة يعاقب بما يكون اشد ايلاما لجسمه
الهدف من العقوبة1- العقوبة الرادعة ترمى إلى ردع الجاني وزجره عن العودة الى الجناية فقطع يد السارق عقوبة قصد منها الحيلولة دون الجانى والسرقة فى المستقبل باستئصال العضو الذى باشر السرقة وكذلك الحبس وما يحدث فى نفس المذنب من الم القيد وحرمانه من نعمة الحرية قصد منها ربط هذا الالم فى زهن المجرم بالجريمة التى اقترفها فاذا حدثته نفسه بان يعود اليها تذكر ما عاقبها من الام فارتدع
2- العقوبة الواعظة ترمى إلى زجر الناس عن ارتكاب اثام تشبه الاثم الذى نعاقب المجرم من اجله قال تعالى" والزانية و الزانى اجلدوا كل واحد منهم مائة جلدة ولا تأخذنكم بهما رأفة فى دين الله ان كنتم تؤمنون بالله و اليو الاخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين " فيرمى الاسلام بهذه الصورة من العقوبة واعظ الناس الذين لم يرتكبوا هذه الجريمة
العقوبة عند الغزالى وهى عن طريق معاقبة الرذيلة ينقيضها فمن كان به رعونة او كبر يامره ان يخرج الى الاسواق للسؤال فان عزة النفس لاتنكسرالا بالذل وان كان الغالب عليه النظافة فى البدن امربه لتعهد بيت المال وتنظيفه وكنس المواضع القذرة وهكذا ولكن هذا الطريق ليس مامون العواقب لانه قد يثير فى النفس ثورة العناد , ونحن لا نرجو ان نشفى من داء بداء ,وعن معاقبة الصبيان كان الغزالى اكثر اعتدالاً فهو يستنخدم اسلحة مختلفة فى العقوبة , الصبى المستحى لا ينبغى ان يهمل بل يستعان على تاديبه بحيائه وتميزه كذلك الصبى لا يؤخذ باول هفوة وان تكون اول عقوبة له التوبيخ سرا فان عاد ثانياً فيعاقب الصبى سرا ويعظم الامر فيه وينذره ان عاد وبفضح سره بين الناس والا يكثرالمعلم العقاب مع الصبى و يعلم المعلم الصبى ان العقوبة جزاء له على زنبه ويجيز الغزالى العقوبة البدنية على الصبيان لتعليمهم و تأديبهم
العقوبة عند ابن خلدون كتب ابن خلدون فى مقدمته المعروفة فصلاً فى ان الشدة على المتعلم مضرة به وزكر مثالب الشدة فى العقوبة 1- أنها تسلط على المتعلم القهر2- أنها تذهب بنشاط النفس وتدعو إلى الكسل 3- تحمل على الكذب والخبث حتى ينجو من العقاب 4- أنها تفسد معاني الإنسانية التى له مثل الحمية والمدافعة عن النفس و المنزلة 5- أنها تقعد عن اكتساب الفضائل والأخلاق الجميلة
يستشهد ابن خلدون فى تطبيق نظريته على المجتمع بما حدث لكل امه وقعت فى فبضة القهر ونال منها العسف فانها تتلاشى شنخصيتها و تعجز عن الدفاع عن نفسها كما حدث لليهود وأصبحوا رمزاً للخبث والكيد* لا يرى ابن خلدون مانعاَ من العقوبة البدنية على الرغم من نهيه عن الشدة فيها ولكم يقيدها بالحاجة اليها
الفصل السابع من مؤسسات التربية الإسلامية1- المنزل
تعتبر المنازل المؤسسةالاولى للتربية , وما يتلقاه الطفل من مبادئ و اتجاهات تظل اثراها فى نفسه بصورة او باخرى طوال حياته , وكان بعض اولاد العلماء والاغنياء هم من يتلقى تعليمه الاولى فى المنزل مستغنياً بذلك عن الكتاتيب وكان هذا التعليم يتميز بنوع من الحرية فى استخدام اسلوب تعليمى يناسب المتعلم من التعليم فى مواد اخرى غير القرآن الكريم مثل القراءة والكتابة وكانت للمنازل دور هام فى تعليم النساء وعرفت مصر معلمات يعلمن النساء كما يعلمن الرجال
2- الكتاتيب يعتبر الكتاب المؤسسة الرئيسية لتعليم الاطفال فى الدول الاسلامية منذ نشأتها , وكان القرآن الكريم ومبادئ الاسلام هو محو التعليم فى الكتاب فضلاً عن القراءة و الكتابة وبعض مبادئ الحساب , وكانت الكتاتيب اساساً لليتامى ولمن يماثلهم من الفقراء وكان الاهتمام واضحا بالكتاتيب فى عصر المماليك حيث كانت اقل تمويلاً وتكلفة من المؤسسات الاخرى فكانت اكثر انتشاراً , وكانت الكتاتيب فى اماكن واسعة ويقوم عليه مؤدب واحد ومعه عريف وكان يصرف لهم رواتب واطعمة لهم وللتلاميذ. وبذلك فان الاهداف التعليمية المرتبطة بانشاء الكتاتيب كانت تدور حول محورين : محور علمى يهدف الى تعليم القرآن و الخط وبعض مبادئ الدين والحساب واللغة العربية , ومحور خلقى يتمثل فى التادب بأداب القرآن والسنة وصلحاء المسلمين
3- المسجد كان للمسجد وظائف جليلة فى صدر الاسلام فقد كان مركزاً تربوياً فيه الناس على الفضيلة وحب العلم ومركزاً للتعليم ومحو الامية , وكان منه منطلقاً للجيوش و بيتاً لاستقبال السفراء وكانت ظاهرة انشاء المساجد فى الامصار معروفة ومنتشرة وكانت المساجد تعتبر رمزاً لسيادة الاسلام الروحية و مبدأ للدين الجديد , وكان يقام فى المساجد حلقات لشتى العلوم الدينية والفقهية فكل شيخ له حلقة من الطلاب يجتمعون حوله ويتعلمون على يده ومن اهم المساجد مسجد الازهر الشريف وكان له دوراً فعالاً منذ نشأته حتى وقتنا الحالي 4 - المدرسة
كانت للمدرسة دور كبير فى نشر الاتجاهات الدينية المذهبية فكانت اول من انشأ المدارس هم الشيعة وذلك لنشر مذهبهم فكانوا اسبق من اهل السنة فى ذلك ولكن قام السلاجقة و الايوبيون فى العراق وفارس و بلاد الشام ومصر بانشاء المدارس التى تنصر المذهب السنى ردا على الشيعة , وازداد بناء المدارس فى عهد المماليك حيث كانت اكثر انتشاراً واكثر اهتماماً من جانب المماليك
الفصل الثامن المعلم ومهنة التعليم فى التراث التربوي الاسلامى
صفات المعلم فى التراث التربوى الاسلامى
1-يجب ان يتوفر فى الاستاذ تدينه لان الشك فى تدينه يذهب بالطلاب بعيداً عنه وقال النبى صلى الله عليه وسلم ( ان هذا العلم دين , فانظروا عمن تأخذوه)
2-صيانة العلم : فعلى الشيخ ان يصون العلم كما صانه علماء السلف الا يبذله لغير اهله , ولايذهب الى مكان التعلم الا اذا تدعو اليه الضرورة3-ان يكون العالم عاملا بعمله , قال الامام على رضى الله عنه [ تعلموا العلم تعرفوا ,ب واعملوا به تكونوا من اهله]
4-بذل العلم عند وجود المستحق وعدم البخل به وذلك ان الله اخذ على العلماء من العهود ما اخذ على الانبياء ليبينو للناس ولا يكتمونه قال تعالى" واذا اخذ الله ميثاق الذين اتوا الكتاب لتبينه للناس ولاتكتمون"
5-ان يخلص المعلم تعليمه لله سبحانه وتعالى فلا يكون الباعث دنيوى من طمع مال او حياه او شهره بل بكون لله تعالى 6-ان يقول ما يعلم ¸وان يسكت عما لا يعلم حتى يرجع اليه ويعلمه ولا يخبر المتعلمين ببيان خلاف الواقع
ان يبدأ اولا بتهذيب نفسه حتى يُقتدى به ويقول على رضى الله عنه [ من نصب نفسه للناس اماماً فعليه ان يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره, وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه].