مر الإشراف التربوي خلال تاريخه، بوصفه عملية مساندة لعمل المعلم والمدرسة، بمراحل متعددة. وظهر له بالتالي تعريفات ومفاهيم مختلفة، تأثرت بنظرة أصحابها إلى المعلم وعملية التدريس وإلى الإشراف نفسه.
فعندما كان المعلم متدني التأهيل، وكان ينظر للتعليم أنه عملية نقل معلومات مجردة إلى ذهن الطالب، كان الإشراف عبارة عن تفتيش يتم من خلاله متابعة أخطاء المعلم متابعة دقيقة وحثه على تصويبها ومحاسبته على ذلك، ومتابعة تقيده بأساليب نقل المعلومات المحددة سلفا وتطبيقه لها.
ومع ظهور مفاهيم تربوية جديدة في النظر إلى عملية التعليم وطرق التدريس ووظيفة المعلم، تأثر مفهوم الإشراف التربوي بها. فظهر الإشراف الصفي العيادي (الإكلينيكي ) متأثرا بالمدرسة السلوكية وركز على مراقبة ودراسة السلوك الظاهري للمعلم في الفصل، وكيف يمكن تعديله بما يطور عملية التدريس (عايش، 2006)، ولذلك يعتبر أسلوب الإشراف العيادي (الإكلينيكي) في مقدمة الأنماط الإشرافية الحديثة والمعاصرة لعملية الأشراف والتوجيه التربوي، والتي تركز على طرق التدريس والمهارات التعليمية الفعالة من أجل تحسين عملية التعليم.
ظهور الإشراف العيادي (الصفي، العلاجي، الإكلينيكي )
ظهر هذا الاتجاه على يد كوجان و روبرت أندرسن الذين عملوا في جامعة هارفرد في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات الميلادية. وقد جاءت تسميته نسبة إلى الصف الذي هو المكان الأصلي للتدريس. وهو يركز على تحسين عملية التدريس في الصف، معتمدا على جمع المعلومات الدقيقة عن سير عملية التدريس في الصف. الهدف الرئيس من عملية الإشراف الصفي هو منح المعلم فرصة الحصول على تغذية راجعة معلومات راجعة تمكنه من تطوير مهارات التدريس التي لديه.
يذكر أن ألإشراف العيادي بدأ كطريقة لإعداد المعلمين قبل الخدمة إلا أنه توسع ليشمل ذوي الخبرة أيضا. وفي السبعينيات انتشر في الويات المتحدة كطريقة لتدريب وتأهيل المعلمين وتحليل أدائهم . ومنذ الثمانينات اتسعت القاعدة المعرفية للإشراف العيادي ونشر قدر كبير من الكتابات حول الموضوع في الولايات المتحدة وكندا واستراليا. واتضح أن للإشراف العيادي إمكانيات خارج بلد المنشأ. لقد تبنى سميث هذا النموذج في استراليا، ودعا بلوم إلى تدريب المفتشين في بريطانيا على تطبيقه، فيما درس ماكيندي إمكانية تطبيقه عمليا في نيجيريا والسعودية(عطاري وعيسان ومحمود، 2005).
بالبحث في القاموس لمعنى كلمة عيادي نجد أنها تعني الملاحظة والتشخيص والعلاج
observation and treatment وهذا المصطلح يتضمن معنى طبيا فالطبيب في عيادته يقوم بعملية التشخيص والملاحظة ووصف العلاج المناسب ومن خلال عرض معنى " عيادي " يمكن استخلاص معنى الإشراف التربوي العيادي بأنه :
( تحليل واضح المعالم لعملية التدريس بهدف التحسين والتطوير ) وقد عرفه " كوجان " بأنه ذلك النمط من العمل الإشرافي الموجه نحو تحسين سلوك المعلمين الصفي وممارستهم التعليمية الصفية بتسجيل كل ما يحدث في غرفة الصف من أقوال وأفعال تصدر عن المعلم وعن الطلاب أثناء تفاعلهم في عملية التدريس وبتحليل أنماط هذا التفاعل في ضوء علاقة الزمالة القائمة بين المشرف التربوي والمعلم بهدف تحسين تعلم الطلاب عن طريق تحسين عملية تدريس المعلم وممارساته التعليمية الصفية وخلاصة القول فالإشراف العيادي ( الإكلينيكي ) نظام يهدف إلى تدريب المعلمين الذين تنقصهم الكفاءة والخبرة في إدارة مهارة أو أكثر تعليمية أو تربوية وفق برنامج خاص يعد مسبقا ولا يقتصر هذا النمط الإشرافي على التركيز على تقييم أداء المعلم وممارسته الصفية واعتباره طرفا يتلقى المساعدة بل يسهم في جعل المعلم طرفا مشاركا في العملية الإشرافية مع المشرف التربوي .
لا بد من التأكيد أولا على أن البيئة التربوية الخلاقة هي أساس لنجاح العمليات التربوية من تدريس وإشراف وواقع مدارسنا مطمئن كونها تمثل أرضا خصبة يمكن إجراء بعض عمليات التحسين والتطوير الممكنة ولنجاح تطبيق نمط الإشراف العيادي فان ذلك يتطلب الاحتياجات التالية :-
1- الدعم المادي المتعلق باحتياجات وتجهيزات مدرسية ( مختبرات – مصادر تعلم...الخ) وكذلك لاحتياجات الإشراف التربوي الأخرى .
2- الدعم التنظيمي وجهود التبني والرعاية الحقة من الجهات المسؤولة في الإشراف التربوي .
3- التدريب الشجري المكثف الذي تمتد أفرعه إلى جميع المشتركين في تنفيذ هذا النمط الإشرافي ( معلم , مدير , مشرف تربوي ) .
4- التوعية الإعلامية الفاعلة والترويج لهذا النمط الإشرافي قبل تطبيقه لأن ذلك يسهل عملية التطبيق ويقضي على الكثير من مقامة التغيير لدى أطراف العملية التعليمية والتربوية .
5- تطبيق مبدأ التشاركية في الرأي القائمة على الحوار المهني بين طرفي العملية الإشرافية فالمعلم والمشرف مطالبان بقدر من التفاهم والتقبل والمرونة في التفكير ومهارات الحوار الإيجابي والفاعل للوصول إلى رؤى مشتركة وتصورات بنائية .
6- مصادر معلوماتية من كتب ومراجع على الانترنت وغيرها من الموارد التي يستقي منها المشرف معلوماته حول الإشراف العيادي .
7- برامج تدريبية وورش تربوية للتوعية قبل التطبيق للإشراف العيادي .
8- تحديد العينة من المدارس التي يطبق فيها نمط الإشراف العيادي .
9- تصميم أداة ملاحظة ( استبانه ) لدارستها وتحليلها لإعطاء معلومات ووصف رجعي عن أثر التطبيق .
1- يقول أنصار هذا النموذج أنه إذا كان تحسين التعليم في غرفة الصف هو الهدف النهائي للإشراف التربوي، فيجب أن يقضي المشرف جل وقته للعمل مع المعلمين لمواجهة المشكلات التي يحددونها خاصة المشكلات التي تتعلق بحجرة الدراسة.
2- ينطلق الإشراف العيادي من الاعتقاد بأن التعليم سلوك ونتيجة، وهذا يعني أن الأداء التعليمي غير منفصل عن آثاره.
3- إن التركيز على ما يجري في غرفة الصف هو ما يميز الإشراف العيادي من الإشراف العام الذي يرتبط بالعمليات الإشرافية التي تأخذ مجراها أساسا خارج المدرسة مثل تطوير ومراجعة المناهج وإعداد البرامج والمواد التعليمية وتقييم البرنامج التعليمي بشكل عام ولا تهتم بما يجري في غرفة الدرس إلا بمقدار ارتباطها بتلك العمليات. في المقابل يركز الإشراف العيادي على تحسين أداء المعلم في الفصل الدراسي أساسا ويهتم بالمعلومات التي يستقيها من المعلم بهدف تطوير أدائه المهني ليصبح قادرا على التحليل الذاتي لعمله، ومستعدا لقبول المساعدة من الآخرين وقادرا على الإشراف الذاتي .
ويقول كوجان عام 1973 وهو من رواد هذا النوع من الإشراف: " ربما يعزى تركيز الإشراف العيادي على ما يجري في غرفة الصف إلى ظهور الثغرات في إعداد المعلمين قبل الخدمة وإلى عدم الرضا عن الإشراف العام ونفور المعلمين منه، مصحوبا بحاجة المعلمين الملحة لتعامل مع المستجدات التعليمية الكثيرة .
إن المساعدة التي يحتاجها المعلم لا تأتي من زيارات إشرافية متفرقة تتبعها تعليقات عامة. إن من الأفضل أن يترك المعلمين بدون إشراف بدلا من إشراف من هذا النوع .
إن على الإشراف العيادي، الذي يطمح إلى أن يكون إشرافا يتمتع بجودة تربوية عالية، أن يخضع حسب باكيت لضبط وتعديل يتحكم فيه ثالوث يتكون من الثقة والمصداقية والكفاءة.
وفي ما يلي توصيفا لأهم الكفايات التي تتوفر في المشرف العيادي :
أ – القدرة على استعمال تقنية منهجية (استبيان، بطاقات للملاحظة، وسائل أخرى تتيح الحصول على بيانات ومعلومات تخص سير التدريس. فالملاحظة هي تعيين ووصف وتصنيف وتكميم ، وتحليل، ثم تفسير الظواهر التي تحدث داخل الصف.
ب- القدرة على التشخيص : أي الكشف عن سبب المشكلات التي قد تعترض أداء المعلمين في فصولهم، مما يخلق ثغرات في عمليات التعليم والتعلم، ويحول دون تحقيق الأهداف المنشودة .
حـ- القدرة على التحليل : وهي عملية تفكيك وضعيات التعليم- التعلم، بحثا عن ترتيب لها أو عن علاقات بينها. وتشمل في البداية تحليل السلوك الملاحظ لدى أطراف العملية التربوية (معلم ، طالب في سياق لحظة التعلم داخل الفصل)؛ ثم في مرحلة لاحقة تحليل السلوك المهني للمعلم.
وتتضمن عملية تحليل التعليم مجموعة من الفئات، التي تترجم بكيفية معينة واقع الفصل الدراسي. وهي التي تتطلب تفكيك الأحداث الملاحظة إلى وحدات تحليلية يمكن تصنيفها منهجيا للحصول على صورة صادقة لمظاهر التدريس المعقدة.
د- القدرة على إعداد وتصميم مشروعات وبرامج لأجل تحقيق مقاصد وأهداف تعليمية أو تكوينية (أهداف، مضامين، أنشطة، وسائل، تقويم.)
هـ- القدرة على اتخاذ القرار : وهو القدرة على تسيير العمليات والإجراءات الهادفة والمؤدية إلى تطوير عملية التدريس والتي تنطلق من الإحساس بوجود مشكلة أو حاجة وطرح مجموعة من القرارات واختيار ما يناسب منها، بعد فحصها والتأكد من ملاءمتها.
و- القدرة على تقويم التدريس : وهو عبارة عن عمليات تتم بواسطة أدوات ملاحظة بقصد فحص مكونات التعليم كالطرق والوسائل والأنشطة بهدف الحصول على معلومات تمكن من ترشيد هذا التعليم وتطويره. ويهدف إلى فحص فعالية التعليم. وتقاس هذه الفعالية بالعوامل التالية :
1- مدى وصول في الأهداف التي يتوخاها التعليم وتحقيقهم لها .
2- فعل التعليم، ويشمل كل ما له علاقة بأحداث الفصل الدراسي من تفاعل وتنظيم وتسيير، وما يتم خارجه من تخطيط. ويهدف تقويم فعل التدريس إلى فحص مكوناته بدل الاكتفاء بنتائجه .
3- كيفيات تنفيذ المناهج والبرامج، وفي هذه الحالة يصبح التقويم جزءا من عمليات اتخاذ القرار.
ز- القدرة على تقديم تغذية راجعة، إثر الأداء التعليمية للمعلمين ، وتقديم التصحيحات والعلاجات الضرورية لسد الثغرات التي يكشف عنها التقويم التشخيصي وباقي العوائق التي تعطل التعلم أو تحد من فاعليته.
ن- القدرة على كسب ثقة ورضا المعلمين وإشراكهم في كل مراحل عملية الإشراف؛ والتمتع بمواصفات إنسانية وروح التعاون والإنصات للآخر ومهارات الحوار .
ك – القدرة على التمكن من كفايات فنية تكوينية.
الإشراف العيادي والزيارة الصفية
كما هو معروف فان الإشراف العيادي يركز على العمليات داخل الصف وينطلق المشرف العيادي من خلال الزيارة الصفية ولذا فلا بد من إيضاح بعض الجوانب حل الزيارة الصفية كونها جزء أساسي في الإشراف العيادي .
مفهوم الزيارة الصفية :-
ويقصد بالزيارات الصفية زيارة المشرف التربوي للمعلم في قاعة الصف في أثناء عمله بهدف رصد
النشاطات التعليمية ، وملاحظة التفاعل الصفي ، وتقويم أداء المعلم ، والوقوف على أثره في الطلاب .
أهدافها :-
1- ملاحظة الموقف التعليمي والفعاليات التربوية بصورة طبيعية
2- ملاحظة أثر المعلم في تلاميذه والوقوف على مدى تقدمهم وتحصيلهم العلمي .
3-تقويم أساليب التعليم والتعلم والوسائل التعليمية والأنشطة والوقوف على مدى صلاحيتها وملاءمتها لسيكولوجية التعلم
4-التحقق من تطبيق المناهج الدراسية ، والوقوف على مدى ملاءمتها لقدرات التلاميذ وتلبية حاجاتهم ، وما يعترض ذلك من صعوبات.
5-معرفة مدى استجابة المعلمين ، ومدى ترجمتهم الأفكار المطروحة في الزيارات السابقة سواء أكان المشرف التربوي نفسه هو الزائر أم كان الزائر زميلا آخر له كمدير المدرسة.
6-الوقوف على حاجات الطلاب والمعلمين الفعلية والتخطيط لتلبيتها .
7-توثيق علاقة المشرف التربوي بالميدان لأخذ الواقع بعين الحسبان عند تخطيطه لبرامج الإشراف بغية إغناء البرنامج بما يفيد المعلمين في تأدية واجباتهم .
8-زيادة رصيد المشرف التربوي من المعرفة ، وإغناء خبرته بما يطلع عليه من أساليب جديدة وتجارب مبتكرة ونشطات فاعلة.
أنواعها :-
أ- زيارة مفاجئة :-
زيارة المشرف التربوي للمعلم دون إشعار أو اتفاق مسبق. ( من المفروض أن يظل المعلم دائماً على
حالة واحدة من الاستعداد والعطاء التربوي ) .
ب- زيارة مرسومة ( مخطط لها ) :-
زيارة يتم تحديد موعدها بالتشاور بين المشرف التربوي والمعلم حيث يكون المعلم على علم مسبق بهذه الزيارة
( أفضل أنواع الزيارات انسجاماً مع أهداف الإشراف التربوي في مفهومه الحديث )
ج- زيارة مطلوبة :-
زيارة تتم بناء على دعوة للمشرف التربوي وهي إما :-
1- تكون بطلب من مدير المدرسة أو المعلم ( للتشاور حول موقف تعليمي معين أو حل مشكلة عارضة )
2- تكون بطلب من المعلم المتميز ( لعرض بعض الخطط أو الأساليب الجديدة )
مدتها وتوقيتها : مدتها - حصة كاملة تسمح بملاحظة الموقف التعليمي كاملا.
# توقيتها - ينبغي على المشرف أن يراعي توزيع الزيارات الصفية للمعلم الواحد على مدار العام الدراسي توزيعا متوازنا فلا تفصل بين الزيارة الواحدة و التي تليها فترات زمنية قصيرة جداً ولا طويلة جداً .
إجراءاتها :-
1- تحديد هدف الزيارة .
2- تحديد موعد الزيارة حسب الجدول المدرسي .
3- معرفة أوضاع المعلم لتكوين فكرة سليمة عن حاجته وبعض الممارسات الجديرة بالملاحظة داخل الصف.
4- الاجتماع بالمعلم قبل زيارته في الصف لتوطيد العلاقة معه وتوفير جو الطمأنينة .
5- الإعداد الكافي للزيارة والاطلاع على المناهج ومراجعة الموضوعات المقررة .
6- ترتيب الزيارات الصفية وفقا للحاجات والأولويات لدى المعلمين.
ب – أثناء الزيارة ( داخل الصف )
1- أن يدخل المشرف مع المعلم الصف ( بعد انتظام الطلاب ) وإذا اضطر إلى الدخول بعد المعلم فيجب استئذانه أولا قبل دخول الصف .
2- أن يدخل غرفة الصف بهدوء واحترام يبدأ بإلقاء تحية الإسلام .
3- أن يجلس في مكان مناسب يسمح له بمشاهدة ما يجري داخل الصف دون مضايقة المعلم أو الطلاب .
4- ألا يقاطع المعلم ولو لإصلاح خطأ بل يستطيع لفت نظر المعلم إلى تلك الأخطاء بعد انتهاء الحصة .
5- أن يمتنع عن الوقوف أو المشي في الصف أو التفتيش على أعمال التلاميذ أو التحدث معهم .
6- أن يمكث طوال الحصة ما أمكن وإذا حقق أهداف الزيارة وأراد الخروج فعلية أن يستأذن من المعلم.
7- أن يشكر المعلم والطلاب على جهودهم ويشجعهم بعبارات حافزة عند المناقشة وقبل الانصراف .
8- إذا لا حظ المشرف أن المعلم مضطربا أو عصبي المزاج أو أنه غير مرتاح لزيارته فإن أفضل ما يفعله هو أن يحاول تأجيل الزيارة إلى وقت آخر .
ج – بعد الزيارة :-
1- أن يدون المشرف فور خروجه من الصف أبرز الأنشطة التي تمت في الحصة وملاحظاته عليها .
2- أن يجتمع بالمعلم لأن ذلك يعد نشاطا أساسياً لتحقيق وظيفة الزيارة الصفية.
3- أن يمنح الفرصة للمعلم للمناقشة للتعبير عن رأيه بحرية تامة.
4- أن يحلل الموقف الصفي مع العلم في ضوء معايير يتفق عليها الطرفان للوصول إلى مقترحات تسهم في تحسين الأداء الصفي للمعلم .
5- أن يتفق مع المعلم على خطة للمعالجة واعتماد طرائق بديلة .
6- أن يعني بالنقاط الرئيسية في الحصة وليس بالقضايا التفصيلية الصغيرة.
7- أن يشعر المعلم أثناء مداولاته مع المشرف بأن هناك من يهتم به ويقدره ويعترف بقدراته وجهوده .
8- أن يدون في سجل الزيارات بالمدرسة أهم الأمور التي نوقشت واتفق عليها مع المعلم .
من خلال دراسة الواقع الذي تسير عليه المدرسة في نظامنا التعليمي يتطلب إحداث تغيرات كبيرة في الممارسات التدريسية لتتزامن مع التطور المعرفي المتسارع لأن الاستمرار على النهج التدريسي القديم نتج عنه تكريس لمفاهيم سلبية وأصبحت المقاومة للتغيير في ذروتها ولذلك كان هذا النمط الإشرافي 0
ومن مبررات اختيار النمط الإشرافي ما يأتي :
نجاح الإشراف العيادي في استخدام أساليب تدريس فعالة 0
القصور في إعداد المعلمين في مرحلة ما قبل الخدمة 0
ضعف بعض الممارسات التعليمية الصفية التي يعاني منها المعلمون ونقص الفاعلية لديهم 0
تدني بعض الممارسات الإشرافية التقليدية في تحقيق الأهداف المرجوة منها بسبب ضعف العلاقة بين المشرف والمعلم 0
غياب عمليات التقويم البنائي وضعف إجراءات التقويم الختامي واعتمادها على جوانب ملموسة بالدرجة الأولى 0
تراكم المستجدات التعليمية وتلاحق التجديد التربوي 0
وبالإضافة للمبررات السابقة فإن اختيار تطبيق هذا النمط الإشرافي في إدارة التربية
أهداف الإشراف العيادي
يهدف الإشراف العيادي (الإكلينيكي ) إلى :
• نقل المعلمين إلى مستويات عليا في الأداء وترك أثر إيجابي في عملية التعليم 0
• تحسين التدريس من خلال عملية التعاون بين المشرف التربوي والمعلم 0
• زيادة فاعلية المعلم من خلال التفاعل مع المشرف التربوي 0
• إشراك المعلم في عمليات التخطيط والملاحظة والتحليل والتقويم والعلاج 0
• تطوير أداء المعلم المهني ليصبح قادراً على التحليل الذاتي 0
• بناء الثقة والاهتمام والمرونة التي تشجع المعلمين على عرض وتنفيذ أفكارهم لتحسين التعليم
• التغيير الإيجابي في اتجاهات المعلمين نحو الإشراف التربوي 0
• إثارة دافعية المعلمين وممارستهم للجديد النافع في المجالات التربوية 0
• تطوير تعلم الطلاب وسلوكهم 0
• إبراز الدور التدريبي من خلال التدريب القائم عل المهارات بالأساليب الحديثة مثل ورش العمل والتقنيات الحديثة والمشاهدات العملية0
مراحل الإشراف العيادي
يتكون الإشراف العيادي من حلقة دائرية متصلة ومستمرة التفاعل تسمى بدائرة الإشراف العيادي وتتضمن المراحل الثلاث الأساسية ( التخطيط - الملاحظة - التحليل والتقويم )
وكل مرحلة تتضمن عدداً من الخطوات الأساسية والإخلال بأي منها يؤثر سلباً في سير العملية الإشرافية ويتم تكرار المراحل كلما دعت الحاجة إلى ذلك .
التخطيط :-
أ ـ تخطيط فردي : ـ ( المشرف التربوي )
1 ـ تحديد المستهدف من الزيارة .
2 ـ تحديد الهدف من الزيارة .
3 ـ جمع المعلومات الممكنة عن المُعلم المستهدف من الزيارة .
4 ـ إعداد حقيبة تتضمن نشرات وقراءات وخبرات متنوعة .
ب ـ تخطيط مشترك ( المشرف + المُعلم ) .
1 ـ الجلسة القبيلة وتُعقد قبل الزيارة الصفية .
2 ـ تعريف المُعلم بأهداف وخُطة الزيارة .
3 ـ الاتفاق على الجوانب التي ينبغي التركيز عليها في جو مشترك مابين المُعلم والمشرف التربوي .
4 ـ التخطيط لأساليب المُلاحظة الصفية وتحديد موضوع الدرس وزمن الحصة
5 ـ الاتفاق على طريقة توثيق الحصة حسب الإمكانات المتاحة
6 ـ الاتفاق على البرامج والخبرات التربوية التي يقدمها المُعلم داخل الصف .
المُلاحظة : ـ ( المُشاهدة )
نظام المُلاحظة عبارة عن إجراء لتسجيل مظاهر النشاط الصفي وقد طورت عدة نُظم للمُلاحظة ( حسب سيمون وبوير )
فالبعض يستخدم نظاماً من الرموز والبعض الآخر يستخدم رسومات بيانية وقد استنبطت بعض نُظم المـــلاحظة مثل نظام ( موسكوفيتش ) ـ نظام طابا للعلوم الاجتماعية ـ نظام فلاندرز للتفاعل الصفي ويُمكن للمشرف في ضوء الإشراف العيادي أن يستخدم أي من هذه النُظم لتحقيق أهدافها
وتتم عملية الملاحظة من خلال الزيارة الصفية ( classroom observation ) من خلال الآتي : ـ
1 ـ المُعلم يقوم بأداء الحصة وتنفيذ الدرس كما الاتفاق عليه في الجلسة القبلية .
2 ـ يقوم المشرف بجمع المُلاحظات المتعلقة بالمهارات التي يقدمها المُعلم مراعياً التركيز على سلوك الطُلاب والمُعلم .
3 ـ توثيق الحصة وذلـــك عن طـريــق التسجيـــل ( كاسيت أو فيديو ) حسب ما تم الاتفاق عليه مسبقاً في الجلسة القبلية
أ ـ الطريقة العامة .
وفيها يتم تسجيل كامل لسلوك المُعلم التدريسي وكذلك سلوك الطالب فليس القصد هنا ملاحظة جانب أو مهارة معينة بل ملاحظة عامة للسلوك وهنا لا يعني أن المُشرف يدخل الصف وليس هناك شيء في ذهنه ليُلاحظه بل الهدف هو المُلاحظة العامة لما يدور في الصف لتشخيص السلوك الصفي من منظار أوسع وأشمل .
ب ـ الطريقة الخاصة : ـ وهنا يحتاج المُشرف إلى التركيز على جانب تدريسي مُعين أو مهارة خاصة فيقوم بالبحث عن معلومات دقيقة ومفصلة عن ذلك الجانب أو تلك المهارة .
ويرتكز التقويم على المحاور التالي مُرتبة : ـ
أ ـ تحليل البيانات : ـ ويُقصد هُنا بالبيانات التي تم جمعها من خلال اللقاء القبلي مع المُعلم وكذلك المُلاحظة التي تمت داخل الصف ومهمتها الإعداد والتخطيط للقاء البَعدي ومن أجل تنظيم التغذية الراجعة التي سيُقدمها المُشرف للمُعلم اعتماداً على البيانات التي تم تحليلها ويقتضي هذا تصنيف وتحليل الدلائل التي تُساعد في الإجابة على عدد من الأسئلة كالسؤال عن مواطن القوة التي أظهرها المُعلم أثناء تنفيذ الدرس وأي الأساليب التدريسية كان ناجحاً على وجه الخصوص وأيها في حاجة للمراجعة والتعديل وعن حجم ونون ومستوى توازن وحيوية التفاعل الصفي مع الطُلاب ومن ثم تقرير أي تلك البيانات والتحليلات أولى بالعرض والنقاش في الوقت المُتاح للقاء البعدي وما الأسلوب المُناسب لطرحها .
ب ـ اللقاء البَعدي : ـ
ويتم بع المُلاحظة الصفية واكتمال تحليل البيانات مُباشرة مُبتدأ بالجوانب التي اتفق الطرفان على مُلاحظتها أثناء الدرس وتُضفي دعوة المُشرف المُعلم ليُعبر هو أولاً عن انطباعه واستنتاجه عن سير الدرس جواً من الطُمأنينة والثقة وتتيح للمشرف الفرصة للتعبير عن ملاحظاته واقتراحاته في سياق التعليق على مُبادرات المُعلم مما يجعلها أكثر قبولاً .
أما بخصوص التغذية الراجعة التي يُقدمها المُشرف ابتداءً فينبغي أن تتصف بالدقة والاعتماد على دلائل متوفرة في وثائق أو تسجيلات الدرس بعيداً عن أي عبارات حُكميّة مُباشرة ومن خلال تبادل أُفقي تعاوني للأفكار والمُلاحظات والعمل سوياً من أجل صياغة التعديلات والتحسينات المُقترحة لزيادة فرص نجاح التدريس والتعلم الطُلابي .
ج ـ التعزيز : ـ
ويشمل الخطوات السابقة وذلك بدراسة سلامة وفاعلية وفائدة تلك الخطوات للمُعلم والمُشرف نفسه ويُقرر الطرفان في هذه الجلسة القصيرة التي يعقدانها بعد الانتهاء من تنفيذ الأسلوب لمعرفة نقاط القوة وتعزيزها ونقط الضعف لتلافيها وعلاجها .
الإشراف العيادي كبقية الأنماط الإشرافية الأخرى ( المتنوع – البنائي – الالكتروني – الإشراف بالأهداف ) كل منها لها عيوبه ومميزاته ولا يمكن الجزم بالأفضلية المطلقة لأحد الأنماط على الأخرى .
مميزات وعيوب الإشراف العيادي :-
المميزات :-
1- يتناول النشاطات الصفية بشيء من الدقة والتفعيل .
2- ينمي العلاقة الجيدة بين المشرف التربوي والمعلم .
3- يساهم في تطوير المناهج من خلال الكشف المستمر عن جوانب القوة والضعف فيها .
4- هذا النمط الإشرافي يقدم لكل من المدير والمشرف .
5- يركز هذا النمط على التعاون المتبادل والتطوير المهني .
6- يقوم على التحسين المستمر والقناعة بأهمية التغيير والتطوير .
7- يستند الإشراف العيادي على عملية التخطيط الدقيق لكافة إجراءات الزيارة الصفية .
العــــــــــــيوب :
1- يحتاج إلى قدر كبير من الثقة والتعاون وهذا أمر قليل التحقق بكامل المصداقية .
2- نجاح هذا النمط الإشرافي مرتبط برغبة المعلم وجديته في تطوير ذاته وهذا يعني أن المعلم الذي ليس لديه هذا التوجه لا يستفيد من هذا النمط الإشرافي .
3- يركز على السلوك الصفية يغفل الجوانب الأخرى خارج الصف .
4- يحتاج إلى مشرف تربوي خبير ومتمرس في إدارة المراحل المختلفة لعملية الإشراف العيادي .
5- يرى بعض التربويين أنه غير مرتبط بالمعلم الجيد وهذا يجعله محصوراً على المعلمين الأقل كفاءة والأضعف أداء .
الخاتمة :-
يكثر الحديث حول التعليم لدينا ومخرجاته وأن ثمة مشاكل يعني منها أضعفت من جودته النوعية وتعددت فيها الآراء حول المسببات فهي المناهج حينا والمعلم حينا آخر أو المباني أو المقررات ....الخ وجميع هذه المسببات أنيطت بالإشراف التربوي مهمة التعامل معها فكان الجهة الرئيسة التي تقود عمليات التطوير والإصلاح واحتمل مسؤولية عظيمة بعظم تطلعات المجتمع المحيط إلى تعليم يعلو فيه مستوى الجودة النوعية فكان التغيير في أدوار الإشراف التربوي والتطوير في أساليبه أمر حتميا , وقد اقترحنا تطبيق نمط الإشراف العيادي وهو ليس بالنمط الجديد ولكن بأسلوب متجدد يستهدف حاجات المعلمين ولأنه نمط بنائي وفعال , مرن وقابل للتطبيق مع ما قد يعترضه من عوائق بتأثيرات بيئة التطبيق وهي ما يجب أن يوضع لها الأرضية المناسبة والدعم الكافي في شتى المرافق التربوية والتعليمية ذات الصلة .
المراجع :-
1- الإشراف التربوي الحديث ...واقع وطموح - محمود أحمد المساد – دار الأمل – اربد
2- الأصول الإدارية للتربية – د . إبراهيم مطاوع , د. أمينة أحمد – دار المعارف – القاهرة.
3- الإشراف التربوي على المعلمين – ايزابيل فيفر – جين دنلاب ( ترجمة ) د . محمد ديراني – منشورات الجامعة الأردنية – عمان .
4 – الإشراف المدرسي والعيادي – د . محمد أحمد – دار الفكر العربي .
5- الإشراف العيادي ( التشخيصي ) – ورقة عمل / محمد بن إبراهيم الملحم .
6- دليل مفاهيم الإشراف التربوي – الإدارة العامة للإشراف التربوي 1427هـ
مواقع الانترنت :-
1 - http:alaq11.malware-site.www/eshraf3.htm
2 – http : www . riyadhedu.gov.sa/alan/fntok/2.htm
فهرس الموضوعات
• مقدمة .
• ظهور الإشراف العيادي.
• مفهوم الإشراف العيادي.
• أهداف الإشراف العيادي.
• منطلقات الإشراف العيادي.
• مبررات اختيار الإشراف العيادي.
• احتياجات التطبيق.
• كفايات المشرف التربوي العيادي.
• مراحل الإشراف العيادي :
1. التخطيط .
2. الملاحظة .
3. التقويم والتحليل .
• مميزات وعيوب الإشراف العيادي
• الزيارة الصفية.
• أهداف الزيارة الصفية
• أنواع الزيارات الصفية
• مدة الزيارة الصفية وتوقيتها
• إجراءات الزيارات الصفية
• مراحل العمل في خطة النمط الإشرافي العيادي
• الخاتمة
• المراجع
• ملاحق
الجمعة فبراير 13, 2015 12:42 pm من طرف شافي سيف
» the comandmentes
الجمعة فبراير 13, 2015 12:25 pm من طرف شافي سيف
» الواضح في المنطق الشرعي
السبت ديسمبر 21, 2013 12:36 pm من طرف شافي سيف
» تابع الوضوح في المنطق
السبت ديسمبر 21, 2013 12:28 pm من طرف شافي سيف
» المنطق لطلبه الدراسات
السبت ديسمبر 21, 2013 12:20 pm من طرف شافي سيف
» مدرسه دمنهور المعتصمه
الثلاثاء يناير 08, 2013 11:50 pm من طرف شافي سيف
» الاختبار الشفوي بمعهد فتيات دمنهور
الثلاثاء يناير 08, 2013 11:31 pm من طرف شافي سيف
» لو كنت شمسا لاصطفيتك
الأربعاء أكتوبر 17, 2012 4:32 pm من طرف شافي سيف
» هنيئا لكلب وسدته الكلاب
الأربعاء أكتوبر 17, 2012 4:31 pm من طرف شافي سيف