حتى يكون أداؤنا التربوي أفضل
من يقدّر الإبداع؟
سؤال طرحه زميل فاضل مختتما نقاشا قصيرا، كان قد بدأه مع زميل فاضل آخر، على مسمع مني، وأنا أخط هذه الكلمات، حيث أنه من الظواهر السلبية التي نعاني منها في المجتمع بقطاعاته المختلفة عدم تقدير منجزات الآخرين، فكثيراً ما نسمع يومياً نفي العديد من المتكلمين وعدم اعترافهم بإنجازات معينة في مجال ما. وقليلون هم الناس الذين يقدرون جهد الآخرين، وينظرون لهم بإيجابية.
تربويا، في المعاهد والجامعات تتواجد الأكاديمية، وفي المؤسسة تتواجد الخبرة العملية، ومن العادي أن ينسجم العلم مع الخبرة، ويتجليان معا في أداء الموظف، لكن هل استمر إبداع الموظفين بالتطور، أم تراه انكمش؟
نستطيع أن ننظر في أنفسنا قبل الآخرين، وأن نتأمل أحاديثنا، وقراءاتنا ومشاهداتنا وكتاباتنا أيضا، باعتبار أن لدى التربوي ما يقوله..
على مدار سنوات لم نكن مبدعين كمؤسسات كما ينبغي، إلا إذا اعتبر كثيرون تقديم الخدمة إبداعا، ينطبق هذا الكلام على التربية والتعليم بشكل عام، فقد كانت قمم الأهرامات في المؤسسات منشغلة بحالها، منتظرة التغني بأدائها، لكن لم يمنع هذا الأمر السائد من وجود بقع مضيئة عندنا وحولنا، وهي تلك التي كانت تضيء، وظلت كذلك..
ربما لهذه الأسباب هجر مبدعون المؤسسات الحكومية، وعادوا إليها خبراء، وربما يقوم باحث يوما بدراسة استقصائية حول أعداد الموظفين المبدعين الذين تركوا وظائفهم، أو ترّكوا منها، لأسباب تعود إلى عدم التقدير، ووجود فجوة بين صاحب القرار وهؤلاء المبدعين.
والسبب أن جزءا من المسؤولين للأسف لا يحبون المبدعين، بل يعملون على قمعهم، بل أنهم لا يحبون أن يستمعوا، ولا أن يتناقشوا..لقد كنا كشعب ومؤسسات بحاجة لهم كأبناء وأخوة وأخوات، إضافة إلى الذين واللواتي من المبدعين والمبدعات الذين لم يلتحقوا بوظائف حكومية، فتلقفهم القطاع الخاص، الذي لذكائه قدرّهم، فأفاد منهم وأفادوا منه.
الآن توجد فرصة للإبداع في أروقة الحكومة والوزارات بشكل عام، والتي يرأسها إنسان مثقّف. وفي وزارة التربية هناك فرصة لإعادة إطلاق المواهب والإبداع في الإدارة التربوية والفكر التربوي وفي السياسات والبرامج والخطط وغيرها؛ وحتى يؤتي هذا الجهد مخرجات تربوية مثمرة، فإننا نحتاج إلى أمرين أطمح أن يكونا متوفرين في قياداتنا التربوية وغيرها، وهما سمة التواضع والحديث الندي المفتوح، أما السمة الثانية فهي إعطاء الرأي عن تفكير، وتشجيع الآخرين على عملية التفكير التربوي، بالقراءة والاطلاع، والاستماع لتجارب الآخرين؛ فإذا قدر لنا أن نكون في وزارة التربية والازهر كعاملين وقادة، فإن ذلك يدفعنا للتشارك مع الآخرين تربويين وغيرهم من خارج المؤسسة، للاستفادة منهم بما يجعلنا نقدم خدمة أفضل لأبنائنا، بما يخلق الإبداع عندهم، وليس مجرد محو الأمية التقليدية في القراءة والكتابة.
إننا بحاجة كي نشعر أن اتجاهات القيادة التربوية في الارتقاء بالعملية التربوية، ومدّ جسور التعاون مع المجتمع، هو أمر أصيل لديها، وليس اتجاها شكلانيا يأخذ منحى العلاقات العامة أو مجاملة الأوساط الأكاديمية والتربوية والمثقفة. لذا ينبغي استقبال كل من لديه فكرة إبداعية حتى نساهم مع في البناء.
وحتى يصل هذا الاتجاه إلى القاعدة التربوية والمؤسسات المجتمعية، لا بدّ من وسائل اتصال داخل ، من خلال الإعلام والنشر، حتى يدرك التربويون أين يقفون الآن، وما هي القضايا التي تناقش اليوم، وما هي الحاجات التربوية..بتزويد المعنيين بالأدبيات التربوية، أكانت تلك الأدبيات متعلقة بالخطط أو السياسات أو تأهيل المعلمين، أو أفكار تربوية يجري تداولها ونقاشها.
ويجب ألا يكون الحديث مقتصرا على نخبة تربوية دون عداها، بل أن يشمل النقاش التربوي المعلمين والتربويين في المديريات أيضا؛ فحينما يصاحب العمل التربوي النقاش والدرس والتحليل، فإن العامل التربوي يكون أكثر حيوية ووعيا على ما يقوم به.
هذا ما نحتاج للانشغال به في أروقة القائمين علي امر التربيةوأروقة مديريات التربية والمدارس والمعاهد الازهريه..لا الانشغال بالأمور التقليدية، أو أمور المناصب والترقيات والتعيينات. للتربوي الحق بالطموح إلى أعلى درجة من الطموح، وليس عيبا أن يسعى الإنسان لتطوير وضعه الوظيفي، لكن ألا تتفقون معي على أن شرط ذلك هو تطوير الذات، ليكون للطموح شرعية..ولا يكونن مثال وصول شخص لمركز ليس من حقه قدوة طيبة لآخر يسعى للطموح الوظيفي دون تطوير.
كمواطن أعيش في هذا المجتمع، أرى واسمع العجب، ناس يبالغون في إنجازاتهم الشخصية وينفون عن الآخرين صفة الإبداع. كما أرى وأسمع الآراء السلبية من المهنيين والنخب المتعلمة لبعضهم بعضاً.
لذلك حين أوضح الله عز وجل في كتابه وضع هذه الفئات، فإنه أشار إلى أن الفئة المؤمنة هي التي تقدر عمل الآخرين، حتى أن الدعوة إلى العمل اقترنت بأن الله والرسول والمؤمنين يرون العمل، وهذا يعني التشجيع على العمل المستمر.
فإذا كنت مجتهداً، وتعمل وتحسن العمل، ثم جاءك من يذكرك باجتهادك وإنجازاتك ويقول لك أين التشجيع؟ أين التقدير؟ فقل له من أين آتي بجماعة المؤمنين حتى ترى!
يقول عز من قائل: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"
هناك دوماً مؤمنون يذكرون العمل الجاد، العمل الصالح ويتحدثون بذلك، وقد لا يكونون في صدارة القوم، لكنهم موجودون ويذكرون ويقدرون، وهم الجمهور الحقيقي للأعمال.
ألا يحب أحدنا أن يكون مؤمنا يعطف الله عز وجل عليه جل جلاله مع رسوله الكريم في ذات فعل ورؤية العمل..؟ إن أحببت ذلك، فاعلم إن الإيمان يعني العلم والتبصر والتأمل والوعي، المؤمن يؤمن بالعقل، عقل الناس وقدراتهم على الإبداع، والإبداع ليس مقتصراً عليه، لذلك تراه يتبادل الخبرة والثقافة مع الآخرين، ويتعلم منهم، وينقل لهم إن شاءوا ما يعلم، يتطور بهم، ويتطورون به، ويستمرون بالتطور، فينهض المجتمع بهم جميعاً بين الأمم.
فالإيمان هنا بمفهوم واسع يتجاوز مجرد الإيمان العقائدي، والذي لا نقلل من أهميته، لكنه لا يتجلى فعليا إلا إذا قدر الإنسان إنجازات من حوله وإبداعاتهم، لأنه والحال كذلك، أظنه سيكون مقدرا في نفسه لأعمال الله ونعمه وعجائب قدرته.
التنوير هو ما نحتاج حتى نتجاوز المنطق التقليدي السائد..لكن لا أظن أن يدا واحدة تصفّق وحدها..أما القائد التربوي فعليه أن يكون المايسترو الذي يشجعنا أن نصفّق معا، بل ويشاركنا التصفيق.
والتنوير في التربية؟
أطمح له، ليس لأنني أنتمي له فقط، بل لأن المجتمع بأسره ينتمي له، فلي أن أطمح أن يكون أداؤنا التربوي أفضل، وحتى يكون كذلك، علينا أن نعود إلى العملية الفكرية، فالفكر لا المحفوظات ولا النسخ عن الآخرين هو ما يفيدنا..
أن نفكر ليس بالأمر المستحيل، وليس بالأمر الساذج، وأن نفكّر تربويا، علينا اولا أن نراجع مدى ما نتمكن به من تفكير يقوم على الفهم والنقد، ومواءمة البرامج بما يخدم العمل التربوي مباشرة، أي كما أزعم دوما، فإن أي عمل تربوي لا يخدم الطلبة داخل غرفة الصف تعلميا وتعليميا، وخارج أسوار المدرسة انتماء للمكان وممارسة مستقبلية لمواطنة إيجابية، فإنه سيكون على هامش العمل التربوي لا في الصميم، ولن أمل من زعمي هذا، وعليه أطمح أن تتم مراجعة أدبياتنا التربوية وسياساتنا وخططنا من هذا المنظور، وأن نركز على هذا المنظور، وأن نعيد الكثير من انشغالاتنا لأصحابها، وأن ننهض بما هو مطلوب منا..
أطمح أن أستمع لنقاشات تربوية دائمة لا في المواسم، وأن يكون هناك مشاركة فيها، أن أرى في أيدي العاملين في التربية كتبا ومجلات تغذي العقول وتستفز الفكر والشعور، أن أرى أمثلة على توظيف الخبرات التربوية بدلا من نقلها..
ذات صباح أوصلت أطفالي إلى المدرسة فشعرت كأنني أود مصاحبتهم لرعايتهم والاطمئنان عليهم، فتذكرت العبارة الشهيرة: أطفالنا أكبدنا تمشي على الأرض..ولي أن أضيف وقلوبنا وعقولنا ومستقبلنا المشترك..ثم نظرت للأطفال الآخرين من أقرباء وغيرهم، ثم في الطريق مررت عن مدارس أخرى، فهتفت لنفسي، إن كنت سأكون تربويا أصيلا فينبغي أن يكون كل الأطفال..كلهم أبنائي وبناتي، وقتها لربما يكون أداؤنا أفضل..
نعم توجد الآن فرصة للإبداع، ولن تنعدم الفرص إذا واكبها قرار واع، على أكثر من مستوى وظيفي، فلا يجب أن يقتصر الأمر تربويا على القيادات العليا بالرغم من أهميتها، حيث أنه توجد مجالات للتدخل التربوي باستمرار، فحتى يطور المعلم درسه في غرفة الصف فإنه لا يحتاج إلى قرار وزير، بل إلى قراره وقرار مديره وقرار الجهات المختصة مهنيا، وهي ليست على مستوى وزير أو وكيل..
للقيادة العليا أن تشجع وتخلق فرصا، لكن إن لم يتم التدخل فرديا بدافع من دواخلنا، فسيكون التطوير شكلانيا ولن يصل إلى غرفة الصف!
نعم أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض، أطفالنا طلبتنا جميعهم لا نصفهم، فهل عملنا ونعمل من هذه القيمة والحكمة والشعور؟
أعتمد على ذكاء القراء للإجابة حول كيف ينظر المسؤول الحقيقي للمواطنين والأطفال..من هم المواطنين والأطفال الذين يستهدف تنميتهم فعلا!
وأعتمد على خبرتهم/ن في التفكير بأن التغيير في المجالس النيابية ومجلس الحكومة لن يكون مفتاحا سحريا للنهوض إذا لم يواكب ذلك تغيير في النظام وفي المستويات الأدنى..
المؤسسة هي ما نحتاج والنظام، لا جاءت الحكومة أو طارت، أو جاء وزير أو طار!
المجتمع والتربية أبقى والوطن كذلك..ولهم يجب أن نعمل..فهلا شحذنا الفكر وانطلقنا من شعور نبيل!
إنني لا أطمح فقط أن أرى وزراء التربية يزورون المدارس وروساء المناطق ولما لا اساتذه الجامعات وشيخ الازهر واظنهم لا يمانعون ، بل أطمح أن أرى رؤساءنا ورؤساء حكوماتنا يزورون المدارس ويقضون وقتا فيها..وهذه دعوة من مواطن من هذا الوطن لرئيس حكومتنا أن يقضي بعض يوم في مدرسة ما في هذا الوطن..ليرى الأمور كمسؤول على الأرض، وألا تكون زيارته احتفالية، بل عادية بما تلائم أسلوبه في العمل الذي اعتدنا عليه..وله أن يتذكر طفولته أيضا وأن يتحدث عنها للأطفال..وهذا في نظري تقليد نحتاجه حتى يكون أداؤنا أفضل..وسيسعدني أن اقرأ خبرا في يوم من الأيام بأن حكومتنا عقدت اجتماعها في مدرسة في الصعيد اوفي احد معاهد الازهر بريفنا الرئع أيضا..لان التربيه هي قوام الوطن وحيله تقدمه الاولي وخطوط دفاعاته كلها .
ع.........س؟؟فيه حد يعرفه مين؟
من يقدّر الإبداع؟
سؤال طرحه زميل فاضل مختتما نقاشا قصيرا، كان قد بدأه مع زميل فاضل آخر، على مسمع مني، وأنا أخط هذه الكلمات، حيث أنه من الظواهر السلبية التي نعاني منها في المجتمع بقطاعاته المختلفة عدم تقدير منجزات الآخرين، فكثيراً ما نسمع يومياً نفي العديد من المتكلمين وعدم اعترافهم بإنجازات معينة في مجال ما. وقليلون هم الناس الذين يقدرون جهد الآخرين، وينظرون لهم بإيجابية.
تربويا، في المعاهد والجامعات تتواجد الأكاديمية، وفي المؤسسة تتواجد الخبرة العملية، ومن العادي أن ينسجم العلم مع الخبرة، ويتجليان معا في أداء الموظف، لكن هل استمر إبداع الموظفين بالتطور، أم تراه انكمش؟
نستطيع أن ننظر في أنفسنا قبل الآخرين، وأن نتأمل أحاديثنا، وقراءاتنا ومشاهداتنا وكتاباتنا أيضا، باعتبار أن لدى التربوي ما يقوله..
على مدار سنوات لم نكن مبدعين كمؤسسات كما ينبغي، إلا إذا اعتبر كثيرون تقديم الخدمة إبداعا، ينطبق هذا الكلام على التربية والتعليم بشكل عام، فقد كانت قمم الأهرامات في المؤسسات منشغلة بحالها، منتظرة التغني بأدائها، لكن لم يمنع هذا الأمر السائد من وجود بقع مضيئة عندنا وحولنا، وهي تلك التي كانت تضيء، وظلت كذلك..
ربما لهذه الأسباب هجر مبدعون المؤسسات الحكومية، وعادوا إليها خبراء، وربما يقوم باحث يوما بدراسة استقصائية حول أعداد الموظفين المبدعين الذين تركوا وظائفهم، أو ترّكوا منها، لأسباب تعود إلى عدم التقدير، ووجود فجوة بين صاحب القرار وهؤلاء المبدعين.
والسبب أن جزءا من المسؤولين للأسف لا يحبون المبدعين، بل يعملون على قمعهم، بل أنهم لا يحبون أن يستمعوا، ولا أن يتناقشوا..لقد كنا كشعب ومؤسسات بحاجة لهم كأبناء وأخوة وأخوات، إضافة إلى الذين واللواتي من المبدعين والمبدعات الذين لم يلتحقوا بوظائف حكومية، فتلقفهم القطاع الخاص، الذي لذكائه قدرّهم، فأفاد منهم وأفادوا منه.
الآن توجد فرصة للإبداع في أروقة الحكومة والوزارات بشكل عام، والتي يرأسها إنسان مثقّف. وفي وزارة التربية هناك فرصة لإعادة إطلاق المواهب والإبداع في الإدارة التربوية والفكر التربوي وفي السياسات والبرامج والخطط وغيرها؛ وحتى يؤتي هذا الجهد مخرجات تربوية مثمرة، فإننا نحتاج إلى أمرين أطمح أن يكونا متوفرين في قياداتنا التربوية وغيرها، وهما سمة التواضع والحديث الندي المفتوح، أما السمة الثانية فهي إعطاء الرأي عن تفكير، وتشجيع الآخرين على عملية التفكير التربوي، بالقراءة والاطلاع، والاستماع لتجارب الآخرين؛ فإذا قدر لنا أن نكون في وزارة التربية والازهر كعاملين وقادة، فإن ذلك يدفعنا للتشارك مع الآخرين تربويين وغيرهم من خارج المؤسسة، للاستفادة منهم بما يجعلنا نقدم خدمة أفضل لأبنائنا، بما يخلق الإبداع عندهم، وليس مجرد محو الأمية التقليدية في القراءة والكتابة.
إننا بحاجة كي نشعر أن اتجاهات القيادة التربوية في الارتقاء بالعملية التربوية، ومدّ جسور التعاون مع المجتمع، هو أمر أصيل لديها، وليس اتجاها شكلانيا يأخذ منحى العلاقات العامة أو مجاملة الأوساط الأكاديمية والتربوية والمثقفة. لذا ينبغي استقبال كل من لديه فكرة إبداعية حتى نساهم مع في البناء.
وحتى يصل هذا الاتجاه إلى القاعدة التربوية والمؤسسات المجتمعية، لا بدّ من وسائل اتصال داخل ، من خلال الإعلام والنشر، حتى يدرك التربويون أين يقفون الآن، وما هي القضايا التي تناقش اليوم، وما هي الحاجات التربوية..بتزويد المعنيين بالأدبيات التربوية، أكانت تلك الأدبيات متعلقة بالخطط أو السياسات أو تأهيل المعلمين، أو أفكار تربوية يجري تداولها ونقاشها.
ويجب ألا يكون الحديث مقتصرا على نخبة تربوية دون عداها، بل أن يشمل النقاش التربوي المعلمين والتربويين في المديريات أيضا؛ فحينما يصاحب العمل التربوي النقاش والدرس والتحليل، فإن العامل التربوي يكون أكثر حيوية ووعيا على ما يقوم به.
هذا ما نحتاج للانشغال به في أروقة القائمين علي امر التربيةوأروقة مديريات التربية والمدارس والمعاهد الازهريه..لا الانشغال بالأمور التقليدية، أو أمور المناصب والترقيات والتعيينات. للتربوي الحق بالطموح إلى أعلى درجة من الطموح، وليس عيبا أن يسعى الإنسان لتطوير وضعه الوظيفي، لكن ألا تتفقون معي على أن شرط ذلك هو تطوير الذات، ليكون للطموح شرعية..ولا يكونن مثال وصول شخص لمركز ليس من حقه قدوة طيبة لآخر يسعى للطموح الوظيفي دون تطوير.
كمواطن أعيش في هذا المجتمع، أرى واسمع العجب، ناس يبالغون في إنجازاتهم الشخصية وينفون عن الآخرين صفة الإبداع. كما أرى وأسمع الآراء السلبية من المهنيين والنخب المتعلمة لبعضهم بعضاً.
لذلك حين أوضح الله عز وجل في كتابه وضع هذه الفئات، فإنه أشار إلى أن الفئة المؤمنة هي التي تقدر عمل الآخرين، حتى أن الدعوة إلى العمل اقترنت بأن الله والرسول والمؤمنين يرون العمل، وهذا يعني التشجيع على العمل المستمر.
فإذا كنت مجتهداً، وتعمل وتحسن العمل، ثم جاءك من يذكرك باجتهادك وإنجازاتك ويقول لك أين التشجيع؟ أين التقدير؟ فقل له من أين آتي بجماعة المؤمنين حتى ترى!
يقول عز من قائل: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"
هناك دوماً مؤمنون يذكرون العمل الجاد، العمل الصالح ويتحدثون بذلك، وقد لا يكونون في صدارة القوم، لكنهم موجودون ويذكرون ويقدرون، وهم الجمهور الحقيقي للأعمال.
ألا يحب أحدنا أن يكون مؤمنا يعطف الله عز وجل عليه جل جلاله مع رسوله الكريم في ذات فعل ورؤية العمل..؟ إن أحببت ذلك، فاعلم إن الإيمان يعني العلم والتبصر والتأمل والوعي، المؤمن يؤمن بالعقل، عقل الناس وقدراتهم على الإبداع، والإبداع ليس مقتصراً عليه، لذلك تراه يتبادل الخبرة والثقافة مع الآخرين، ويتعلم منهم، وينقل لهم إن شاءوا ما يعلم، يتطور بهم، ويتطورون به، ويستمرون بالتطور، فينهض المجتمع بهم جميعاً بين الأمم.
فالإيمان هنا بمفهوم واسع يتجاوز مجرد الإيمان العقائدي، والذي لا نقلل من أهميته، لكنه لا يتجلى فعليا إلا إذا قدر الإنسان إنجازات من حوله وإبداعاتهم، لأنه والحال كذلك، أظنه سيكون مقدرا في نفسه لأعمال الله ونعمه وعجائب قدرته.
التنوير هو ما نحتاج حتى نتجاوز المنطق التقليدي السائد..لكن لا أظن أن يدا واحدة تصفّق وحدها..أما القائد التربوي فعليه أن يكون المايسترو الذي يشجعنا أن نصفّق معا، بل ويشاركنا التصفيق.
والتنوير في التربية؟
أطمح له، ليس لأنني أنتمي له فقط، بل لأن المجتمع بأسره ينتمي له، فلي أن أطمح أن يكون أداؤنا التربوي أفضل، وحتى يكون كذلك، علينا أن نعود إلى العملية الفكرية، فالفكر لا المحفوظات ولا النسخ عن الآخرين هو ما يفيدنا..
أن نفكر ليس بالأمر المستحيل، وليس بالأمر الساذج، وأن نفكّر تربويا، علينا اولا أن نراجع مدى ما نتمكن به من تفكير يقوم على الفهم والنقد، ومواءمة البرامج بما يخدم العمل التربوي مباشرة، أي كما أزعم دوما، فإن أي عمل تربوي لا يخدم الطلبة داخل غرفة الصف تعلميا وتعليميا، وخارج أسوار المدرسة انتماء للمكان وممارسة مستقبلية لمواطنة إيجابية، فإنه سيكون على هامش العمل التربوي لا في الصميم، ولن أمل من زعمي هذا، وعليه أطمح أن تتم مراجعة أدبياتنا التربوية وسياساتنا وخططنا من هذا المنظور، وأن نركز على هذا المنظور، وأن نعيد الكثير من انشغالاتنا لأصحابها، وأن ننهض بما هو مطلوب منا..
أطمح أن أستمع لنقاشات تربوية دائمة لا في المواسم، وأن يكون هناك مشاركة فيها، أن أرى في أيدي العاملين في التربية كتبا ومجلات تغذي العقول وتستفز الفكر والشعور، أن أرى أمثلة على توظيف الخبرات التربوية بدلا من نقلها..
ذات صباح أوصلت أطفالي إلى المدرسة فشعرت كأنني أود مصاحبتهم لرعايتهم والاطمئنان عليهم، فتذكرت العبارة الشهيرة: أطفالنا أكبدنا تمشي على الأرض..ولي أن أضيف وقلوبنا وعقولنا ومستقبلنا المشترك..ثم نظرت للأطفال الآخرين من أقرباء وغيرهم، ثم في الطريق مررت عن مدارس أخرى، فهتفت لنفسي، إن كنت سأكون تربويا أصيلا فينبغي أن يكون كل الأطفال..كلهم أبنائي وبناتي، وقتها لربما يكون أداؤنا أفضل..
نعم توجد الآن فرصة للإبداع، ولن تنعدم الفرص إذا واكبها قرار واع، على أكثر من مستوى وظيفي، فلا يجب أن يقتصر الأمر تربويا على القيادات العليا بالرغم من أهميتها، حيث أنه توجد مجالات للتدخل التربوي باستمرار، فحتى يطور المعلم درسه في غرفة الصف فإنه لا يحتاج إلى قرار وزير، بل إلى قراره وقرار مديره وقرار الجهات المختصة مهنيا، وهي ليست على مستوى وزير أو وكيل..
للقيادة العليا أن تشجع وتخلق فرصا، لكن إن لم يتم التدخل فرديا بدافع من دواخلنا، فسيكون التطوير شكلانيا ولن يصل إلى غرفة الصف!
نعم أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض، أطفالنا طلبتنا جميعهم لا نصفهم، فهل عملنا ونعمل من هذه القيمة والحكمة والشعور؟
أعتمد على ذكاء القراء للإجابة حول كيف ينظر المسؤول الحقيقي للمواطنين والأطفال..من هم المواطنين والأطفال الذين يستهدف تنميتهم فعلا!
وأعتمد على خبرتهم/ن في التفكير بأن التغيير في المجالس النيابية ومجلس الحكومة لن يكون مفتاحا سحريا للنهوض إذا لم يواكب ذلك تغيير في النظام وفي المستويات الأدنى..
المؤسسة هي ما نحتاج والنظام، لا جاءت الحكومة أو طارت، أو جاء وزير أو طار!
المجتمع والتربية أبقى والوطن كذلك..ولهم يجب أن نعمل..فهلا شحذنا الفكر وانطلقنا من شعور نبيل!
إنني لا أطمح فقط أن أرى وزراء التربية يزورون المدارس وروساء المناطق ولما لا اساتذه الجامعات وشيخ الازهر واظنهم لا يمانعون ، بل أطمح أن أرى رؤساءنا ورؤساء حكوماتنا يزورون المدارس ويقضون وقتا فيها..وهذه دعوة من مواطن من هذا الوطن لرئيس حكومتنا أن يقضي بعض يوم في مدرسة ما في هذا الوطن..ليرى الأمور كمسؤول على الأرض، وألا تكون زيارته احتفالية، بل عادية بما تلائم أسلوبه في العمل الذي اعتدنا عليه..وله أن يتذكر طفولته أيضا وأن يتحدث عنها للأطفال..وهذا في نظري تقليد نحتاجه حتى يكون أداؤنا أفضل..وسيسعدني أن اقرأ خبرا في يوم من الأيام بأن حكومتنا عقدت اجتماعها في مدرسة في الصعيد اوفي احد معاهد الازهر بريفنا الرئع أيضا..لان التربيه هي قوام الوطن وحيله تقدمه الاولي وخطوط دفاعاته كلها .
ع.........س؟؟فيه حد يعرفه مين؟
الجمعة فبراير 13, 2015 12:42 pm من طرف شافي سيف
» the comandmentes
الجمعة فبراير 13, 2015 12:25 pm من طرف شافي سيف
» الواضح في المنطق الشرعي
السبت ديسمبر 21, 2013 12:36 pm من طرف شافي سيف
» تابع الوضوح في المنطق
السبت ديسمبر 21, 2013 12:28 pm من طرف شافي سيف
» المنطق لطلبه الدراسات
السبت ديسمبر 21, 2013 12:20 pm من طرف شافي سيف
» مدرسه دمنهور المعتصمه
الثلاثاء يناير 08, 2013 11:50 pm من طرف شافي سيف
» الاختبار الشفوي بمعهد فتيات دمنهور
الثلاثاء يناير 08, 2013 11:31 pm من طرف شافي سيف
» لو كنت شمسا لاصطفيتك
الأربعاء أكتوبر 17, 2012 4:32 pm من طرف شافي سيف
» هنيئا لكلب وسدته الكلاب
الأربعاء أكتوبر 17, 2012 4:31 pm من طرف شافي سيف