الإستدلال التجريبي "الإستقراء
أولاً: طبيعة المعرفة العلمية
1. المعرفة المباشرة والمعرفة العلمية:
(1) المعرفة المباشرة (2) المعرفة العلمية
تتم عن طريق الملاحظة وترتد اليها معظم معارفنا لذلك فهي الأصل.
فالمعرفة غير المباشرة ترتد الى المعرفة المباشرة.
فعندما ترى الطريق مبتل فإنك تقول أن السماء كانت تمطر. وهي التي تتم عن طريق الإستدلال وهي نوع من أنواع المعرفة الغير مباشرة.
وهي معرفة عامة: بمعنى أن العلم يسعى للوصول الى القانون العام الذي يُفسر جميع أفراد الظاهرة
مثال: عندما إكتشف العالم أن الحديد والفضة يتمددان بالحرارة إستنتج أن المعادن تتمدد بالحرارة.
2- العلم منهج في التفكير: (علل)
أي طريقة في التفكير والبحث ولذلك فإن أي إنسان يمكن أن يكون صاحب تفكير علمي مادام جاء تفكيره منظماً وإستمد الحقائق بالمشاهدة والتجربة وربطها جميعاً تحت مبدأ واحد يفسرها.
لذلك يُقال أن العلم بمنهجه وليس بموضوعه.
مثال: يفسر الدجال المرض بأنه يرجع للشياطين ولكن الطبيب يرجعه لأسبابه الحقيقية.
ثانياً: الإستدلال التجريبي "الإستقراء" معناه وأنواعه
1- معنى الإستدلال التجريبي "الإستقراء:-
هو طريقة في البحث تعتمد على الملاحظة والتجربة بهدف الوصول لحكم عام على الظاهرة.
ويسمى إستقرائي لأن الباحث يستقرأ "يقرأ" الواقع عن طريق الملاحظة الدقيقة ثم ينتهي الى قانون.
ويبدأ بجزئيات محسوسة تقع في خبرة الباحث ثم ينتهي الى حكم معين ثم يعمم الحكم على هذه الجزئيات والجزئيات المشابهة لها ليكون هذا الحكم هو المفسر للظاهرة.
تعريف الإستقراء:
"هو العملية التي ينتقل فيها الباحث من بحث حالات جزئية بحثاً تجريبياً الى حكم عام ينطبق على هذه الحالات والحالات المماثلة لها"
مثال: العالم عندما انتقل من الحكم على الحديد والفضة الى الحكم على كل المعادن بأنها تتمدد بالحرارة.
الفرق بين الإستقراء والإستنباط:
الإستقراء الإستنباط
1. منهج للإستدلال المادي التجريبي ويدرس موضوعات مادية ملموسة.
2. يعتمد على التجربة(يسمى بالمنهج التجريبي)
3. يستخدم في العلوم الطبيعية والإنسانية.
4. قضاياه تركيبية لذلك فصدق نتائجه يعتمد على الرجوع للواقع. 1. منهج للإستدلال العقلي ويدرس موضوعات عقلية بحته.
2. يعتمد على التفكير العقلي المجرد.
3. يُستخدم في العلوم الرياضية والمنطق.
4. قضاياه تحليلية لذلك فصدق نتائجه يعتمد على الإتساق بين المقدمات والنتيجة.
الفرق بين الإستقراء والقياس:
الإستقراء القياس
1. يتكون من عدة مقدمات.
2. يبدأ بالجزأ ثم ينتهي بالحكم على الكل لذلك يسمى إستدلال صاعد. 1. يتكون من مقدمتين.
2. يبدأ بالكل ثم ينتهي بالحكم على الجزأ لذلك يسمى إستدلال هابط.
2- أنواع الإستقراء:
الإستقراء الكامل "التام" الإستقراء الناقص "العلمي"
عبارة عن فحص جميع جزئيات الظاهرة ثم يطلق الحكم فيسمى بالإحصائي أو التلخيصي.
لا يصلح إلا إذا كان عدد أفراد الظاهرة محدوداً.
مثال: إحصاء عدد طلاب الفصل أو المدرسة. عبارة عن فحص بعض جزئيات الظاهرة ثم الإنتقال الى حكم عام ينطبق على الظاهرة والظواهر المشابهة.
يعتبر إستقراء علمي ويستخدم في العلوم الطبيعية.
مثال: لاحظ العالم أن ماء النيل والفرات ودجلة عذب فإستنتج أن كل الأنهار مياهها عذبة.
3- قوانين العلم قوانين ترجيحية:
إن اليقين لا يتحقق إلا في العلوم الصورية من خلال المنهج الإستنباطي.
القوانين التي نصل إليها من خلال الإستقراء العلمي ليست يقينية بل إحتمالية ترجيحية: (علل)
أولاً: لأننا نحكم على أشياء لم تقع جميعها في خبرة الباحث ولم يخضعها جميعاً للتجربة.
ثانياً: ربما نكتشف أشياء جديدة في المستقبل تغير من هذا الحكم.
إذن الوصول الى اليقين التام في الإستقراء يعتبر ضرب من المحال. (صح أم خطأ مع التعليل)
ثالثاً: من تاريخ الإستقراء
1- الإستقراء تراث إنساني:
1. إنقسم الباحثون الى فريقين حول أول من وضع أساس الإستقراء
الأول: يرى أن واضع أساس الإستقراء هو أرسطو.
الثاني: يرى أن أرسطو إهتم بالقياس وأن واضع الإستقراء الحقيقي هو (فرنسيس بيكون) بطريقته العلمية.
2. ونلاحظ في هذين الرأيين ما يلي:
أ- تجاهل مساهمات الحضارات الأخرى القديمة مثل:
الحضارة البابلية: والذين نبغوا في علم الفلك وذلك دليل على معرفتهم بالطريقة الصحيحة للبحث في هذا العلم وذلك يدل على معرفتهم بمنهج الإستقراء.
الحضارة المصرية القديمة: برع المصريون في الطب والكيمياء والتحنيط وذلك أيضاً يدل على معرفتهم بالطرق الصحيحة للبحث في هذه العلوم ويؤكد أيضاً درايتهم بمنهج الإستقراء.
ب- تجاهل فضل الحضارة الإسلامية:
1. للحضارة الإسلامية فضل كبير على العلم والمنهج العلمي ولولاها لكانت صورة العلم اليوم غير تلك.
2. وتاريخنا الإسلامي ملئ بالعلماء الذين كانت لهم إكتشافات علمية هامة ومن أمثلتهم:-
1- جابر بن حيان في الكيمياء 2- أبو بكر الرازي في الطب والكيمياء.
3- إبن سينا في الطب 4- الحسن بن الهيثم في الطبيعيات.
3. لذلك يُعتبر إرجاع الفضل في الإستقراء إلى ارسطو "الأوروبي" أو بيكون "الأوروبي" يعتبر تعصب.
2- الإستقراء عند أرسطو:
1. أهتم أرسطو بالإستقراء التام "الكامل". لذلك لا يأتي بجديد مثل القياس.
2. إعتمد أرسطو على ما يسمى بــ (الإستقراء الحدسي) وهو الإنتقال من الحكم على جزئية واحدة الى الحكم على الجزئيات المماثله. فهو يقول: أنه يكفي أن يري قطعة واحدة من الحديد تتمدد بالحرارة لكي يحكم على كل نوع الحديد بأنه يتمدد بالحرارة.
3. وبذلك يكون الإستدلال عنده هو إقامة البرهان على قضية كلية بالرجوع الى الأمثلة الجزئية التي تؤيدها.(أنواع)
نقد نظرية الإستقراء الأرسطية:
1. لا يعد إستقراء بالمعنى الدقيق لأن النتيجة مساوية للمقدمات..
2. لا يؤدي الى معرفة جديدة فهو عقيم.
3. لا قيمة له من الناحية العلمية لأنه من الصعب إحصاء جميع الأفراد والأنواع.
3- المنهج العلمي عند بيكون:
1. هاجم بيكون منهج أرسطو و إعتبره مسؤلاً عن تأخر العلوم.
2. أراد وضع أداة جديدة للبحث وأسماها (الأورجانون الجديد). وهي الأداة الجديدة للمنهج العلمي.
3. ولمنهج بيكوزن جانبان هما:-
أولاً: الجانب الهدمي أو السلبي:
أراد بيكون في هذا الجانب إزالة بعض الأسباب التي تؤدي للوقوع في الخطأ وأسماها الأوثان أو الأوهام:
1- أوهام الجنس 2- أوهام الكهف 3- أوهام السوق 4- أوهام المسرح
وهي الأخطاء التي يقع فيها الإنسان بحكم طبيعته البشرية ويشترك فيها الجنس البشري كله.
مثل التسرع في إصدار الأحكام أ, الحكم دون أساس قوي.
ويوصينا بيكون لضرورة التنبه لهذه الأخطاء. وهي الأخطاء التي يقع فيها الإنسان بحكم طبيعته الشخصية.
فلكل إنسان كهف خاص به يحمل ميوله وعوامل نشأته وتربيته ومهنته. وهذا الكهف يختلف من فرد الى آخر. مما يؤدي الى وجود أخطاء خاصة بكل فرد.
مثل: التعصب ويجب أن نعي هذه الأخطاء وهي الأخطاء التي يقع فيها الفرد نتيجة الإستخدام الخاطئ للغة وذلك نتيجة لغموض و إلتباس اللغة وذلك هو الذي أصاب الفلسفة واعلم بالسفسطة والجمود. وهي الأخطاء التي يقع فيها الفرد نتيجة تأثرة بمشاهير المفكرين والفلاسفة وتصديق مايقولون دون تفكير.
مثل رفض علماء القرن السابع عشر تصديق جاليليو على بعض الحقائق لأن أرسطو لم يقل بها.
ثانياً: الجانب البنائي أو الإيجابي:
بعد أن يتجنب الباحث هذه الأخطاء يدخُل الى مجال البحث وهو الجانب الإيجابي وخطواته هي:
1. جمع المعلومات المتعلقة بالظاهرة التي يدرسها.
2. ترتيب المعلومات وذلك بوضعها في ثلاث جداول أو قوائم هي:-
أ- قائمة الحضور أو الإثبات ب- قائمة الغياب أو النفي جـ- قائمة التفاوت في الدرجة.
وفيها يضع الباحث جميع الحالات التي تظهر فيها الظاهرة موضوع الدراسة. وفيها يضع الباحث جميع الحالات التي تنعدم فيها الظاهرة موضوع الدراسة. وفيها يضع الباحث جميع الحالات التي تتفاوت فيها الظاهرة زيادة أو نقصا.
3. تحليل القوائم لمعرفة ما تدل عليه بالنسبة للظاهرة موضوع الدراسة.
4. الوصول الى تفسير الظاهرة أو علة الظاهرة أو صورة الظاهرة كما كان يسميها بيكون.
لاحظ أن: بيكون طبق ذلك على ظاهرة الحرارة ووصل الى أن الحركة هي علة الحرارة.
تقييم منهج بيكون:-
أ- يعتبر خطوة واسعة في طريق تقدم العلم إلا أنها لم تكن كاملة.
ب- من عيوب هذه الطريقة أنها لم تهتم بالفرض العلمي كخطوة سابقة للقانون المفسر للظاهرة.
رابعاً: خطوات المنهج الإستقرائي التقليدي
1- الملاحظة:
(أ) الملاحظة العلمية المقصودة:-
تعريفها "هي توجه الحواس والذهن نحو ظاهرة معينة بهدف دراستها"
لذلك تعتبر مشاهدة للظاهرة بطريقة مقصودة ودقيقة لدراستها والتعرف على عناصرها وتفسيرها.
(ب) الملاحظة العابرة أو البسيطة:
وهي التي تحدث في حياتنا اليومية دون قصد مثل مشاهدة حادثة في الطريق وهي جاءت دون قصد فلم يقصد منها الدراسة.
وبذلك تعتبر ملاحظة غير علمية: وبالرغم من ذلك أدت الى بعض الإكتشافات مثل (أرشميدس وقانون الطفو و نيوتن وقانون الجاذبية)
(جـ) شروط الملاحظة العلمية:
1. ضرورة توفر الأمان للباحث.
2. ضرورة إستعداد الملاحظ للملاحظة بمعنى ألا تطلب منه الملاحظة فجأة.
3. ضرورة قابلية الظاهرة للتكرار ليتمكن الباحث من ملاحظة ما فاته.
4. ضرورة ملاحظة الظاهرة من جميع جوانبها لأن إغفال أي جانب يؤدي الى خطأ في التفسير.
5. ضرورة الموضوعية في الملاحظة أي وصف الظاهرة كما هي بأمانة ونزاهة وحياد.
6. ضرورة إستخدام الأجهزة والآلات الدقيقة لأن الآلات العلمية توسع مجال الملاحظات الحسية فتقرب الشيئ البعيد "مثل التلسكوب" وتكبر الشيئ الصغير مثل "المايكروسكوب" فيجب التأكد من صلاحيتها وسلامتها قبل إستخدامها.
2- الفرض العلمي:
(أ) معنى الفرض العلمي وأهميته:
هو "تفسير مؤقت للظاهرة التي يدرسها الباحث وهو مجرد تخمين يمكن أن يكون صحيحاً ويمكن أن يكون خاطئاً"
لو ثبت بالتجربة صحته أصبح قانونأ أي التفسيرالنهائي للظاهرة.
لاحظ أن: الفرض علمي تفسير مؤقت للظاهرة لأنه لم يوضع موضع الإختبار عن طريق الوقائع.
أهمية الفرض العلمي:
1. هو الذي يوصلنا الى القانون.
2. إن القانون فرض ثبتت صحته و الفرض قانون لم تثبت صحته.
(ب) شروط الفرض العلمي:-
1. أن يكون الفرض مستمداً من الملاحظة الواقعية ولا يكون مجرد تخيلات .
2. أن يكون الفرض قابلاً للتحقق أي التأكد من صحته عن طريق التجربة وإلا كان بلا قيمة.
لأن إمكان التحقق من صحة الفرض هي التي تجعله صحيح فيصبح هو القانون أو غير صحيح فنعدله أو نغيره.
3. أن يكو ن الفرض متسقاً مع الحقائق العلمية الأخرى أى لا يتناقض مع ما نسلم به من حقائق علمية.
لأنه لو كان متناقضاً مع الحقائق العلمية من المستحيل إثبات صحته.
لاحظ أن: هذا الشرط لا يصدق في جميع الأحوال لأن الفرض قد يوضع أحياناً ليثبت عدم صحة حقيقة من الحقائق التي نسلم بها وبذلك يقدم لنا الفرض كشفاً علمياً جديداً يساهم في تقدم وتطور العلم.
4. عدم التمسك بالفرض أي يكون العالم على إستعداد للتخلي عن فرضه أو تعديله لو ثبت عدم إتفاقه مع الواقع.
لأنه مجرد تخمين قد يصدق و قد يكذب لذلك لا يصح أن يتمسك العالم بفروضه.
3- التجربة والتحقق من الفروض:-
(أ) معنى التجربة:-
" هي ملاحظة الظاهرة في ظروف يُعدها الباحث بنفسه"
هناك فرق بين التجربة والملاحظة:
التجربة الملاحظة
هي مشاهد الظاهرة من خلال تعديلات وتغييرات العالم 1. هي مشاهدة الظاهرة كما هي دون أي تغيير أو تعديل
(ب) أهمية التجربة:
1. هي الوسيلة الأساسية لتحقق من صحة الفروض.
2. هي عملية مكملة للملاحظة لذلك يقال أن التجربة هي ملاحظة مقصودة.
لاحظ أن: بالرغم من أهمية التجربة إلا أنه لا يمكن الإستغناء عن الملاحظة لأن هناك علوم لا يمكن إجراء التجارب عليها مثل علم الفلك لذلك نستعين بالملاحظة العلمية.
(جـ) شروط التجربة:
1. الإهتمام بكل صغيرة وكبيرة تكشف عنها التجربة.وعدم الإكتفاء بالأمور الجوهرية.
لأن الأشياء الصغيرة التي قد تبدو تافهه قد يكون لها أثر كبير في البحث العلمي.
2. الفهم الكامل والصحيح لكل الطرق المستخدمة في التجربة.
3. الحذر الدائم من نتائج التجربة فلا يرفض الفرض لمجرد أن التجربة لم تثبت صحته فالتجريب ليس معصوماً من الخطأ.
القانون العلمي:
1. بعد أن يتأكد الباحث من صحة الفرض فإن الفرض يصبح التفسير النهائي للظاهرة ويصبح قانوناً.
2. فالقانون هو الهدف النهائي في كل بحث علمي وهو الهدف النهائي للبحث.
خامساً: الإستقراء والمنهج العلمي المعاصر
أسباب ظهور المنهج العلمي المعاصر:-
1. أدرك العلماء أن المنهج الإستقرائي التقليدي لم يعد كافياً لدراسة كل ظواهر العلم وتطوراته.
2. فظهرت صورة جديدة للمنهج العلمي تختلف عن المنهج الإستقرائي التقليدي في الخطوات والنتائج.
1- السببية والقانون العلمي:-
المنهج التقليدي المنهج العلمي المعاصر
القانون العلمي قانون سببي فيكون سؤال العالم هو "لماذا تحد ث الظاهرة؟"
والإجابة تكون بذكر الأسباب التي أدت لحدوث هذه الظاهرة مثل:
ظاهرة تمدد المعادن سببها الحرارة.
لذلك فالقانون العلمي قانون سببي. القانون العلمي قانون وصفي.فيكون سؤال العالم هو "كيف تحدث الظاهرة؟"
لأنه مع تقدم العلوم وجد العلماء أنه ليس من الضروري أن يكون كل قانون علمي سببي فيكفي أن يصف الظاهرة دون ذكر الأسباب.
هاجم العلماء المعاصرون مفهوم السببية لأن الإكتشافات العلمية أظهرت أن هناك ظواهر ليس لها سبب.
مثل: حركة الإلكترون حول النواة لا يمكن معرفة أسبابها ولا حتى بقوانين نيوتن.
لذلك فالقانون العلمي قانون وصفي.
لاحظ أن: لم ينكر العلماء مبدأ السببية ولكنهم إعترضوا عل أن تكون جميع القوانين سببية.
2- الحتمية والقانون العلمي:-
المنهج التقليدي المنهج العلمي المعاصر
القانون العلمي حتمي ضروري: لأن هدفه صياغة قوانين سببية من خلال ربط أسباب الحوادث بمسبباتها.
أي أن وقوع الحوادث يتم على وجه الضرورة وليس على وجه الإحتمال أو الإمكان. القانون العلمي إحتمالي: عارض العلماء المعاصرين فكرة الحتمية معارضةً شديدة مما زعزع من قيمة مبدأ الحتمية وأصبح القانون وصفي نتيجة لإكتشاف النظريات الجديدة مثل (الكوانتوم و النسبية)
3- الإستقراء والإستنباط الرياضي في المنهج العلمي المعاصر:
1. كان المنهج التقليدي إستقرائي بصورة كاملة ولم يلعب الإستنباط الرياضي أي دور فيه.
2. فرأى علماء المنهج الإستقرائي ضرورة إستخدام الإستنباط الرياضي في العلوم الطبيعية بجانب الإستقراء.
3. ومن هنا فالمنهج العلمي المعاصر جمع بين الإستقراء والإستنباط.
4-خطوات المنهج العلمي المعاصر:-
1. إن المنهج التقليدي خطواته هي(1- الملاحظة،2- فرض الفروض،3-التجربة)
2. المنهج العلمي المعاصر خطواته هي:-
1- الفرض الصوري
2- ترتيب النتائج اللازمة عن هذا الفرض بإستخدام الإستنباط الرياضي.
3- التحقق من صحة النتائج عن طريق الملاحظة والتجربة.
5-الفرق بين خطوات كل من المنهج التقليدي والمنهج العلمي المعاصر:-
1. الملاحظة في المنهج المعاصر لم يعد لها الأولوية التي كانت لها في المنهج التقليدي.
2. هدف التجربة في المنهج التجريبي هو التأكد من صحة الفروض.
هدف التجربة في المنهج المعاصر هو التأكد من صحة النتائج اللازمة عن الفرض الصوري.
3. الإختلاف الثالث كان في وضع الفرض في المنهجين كالآتي:-
الفرض في المنهج التقليدي الفرض في المنهج العلمي المعاصر
1. يتم التوصل اليه من خلال الملاحظة فهو (فرض مادي)
2. يتم التحقق منه بطريقة مباشرة عن طريق التجربة.
3. يشير الى كائنات واقعية تخضع للإدراك الحسي ويمكن ملاحظتها بطرق مختلفة.
مثل : الرياح والأمطار و الزلازل والبراكين 1. لا يتم التوصل اليه مباشرة فهو مأخوذ من قوانين ونظريات سابقةفهو(فرض صوري)
2. يتم التحقق منه بطريقة غير مباشرة حيث يتم إستنباط النتائج منه ومن ثم نتحقق من صحة النتائج بالتجربة والملاحظة.
3. يشير الى كائنات واقعية لا تخضع للإدراك الحسي مثل الضغط الجوي. ولهذا لا يمكن التحقق منه تجريبياً وكل ما نستطيع التحقق منه هو النتائج اللازمة عن الفرض.
4. أساس الفروض الصورية تجريبي وليس نظري خالص لأن مصدرها قوانين سابقة خضعت للتجربة مسبقاَ.
5. القانون في المنهج التقليدي يحاول تفسير الظاهرة بمعرفة أسبابها.
القانون في المنهج العلمي المعاصر يفسر قوانين علمية سبق التوصل اليها ولكن تحتاج لمزيد من التفسير.
6. أطلق على المنهج العلمي المعاصر إسم (المنهج الفرضي) بسبب:-
أ- أولى خطواته الفرض. ب- الدور الهام للفرض الصوري في هذا المنهج.
سادساً: المنهج الإستقرائي والعلوم الإنسانية
1- طبيعة العلوم الإنسانية:
1. ويقصد بها العلوم التي تتناول دراسة الإنسان من جميع جوانبه مثلعلم النفس_يتناول الإنسان كفرد)
(علم الإجتماع_كعضو في جماعة) (علم القانون_تناول المبادئ التي يلتزم بها الإنسان)
2. إنقسم العلماء حول وضع العلوم الإنسانية بين بقية العلوم الى فريقين:-
الأول:يرى أن العلوم الإنسانية فرع من العلوم الطبيعية لأن الإنسان جزأ من الطبيعة.
الثاني: لا يرى ذلك لأن الإنسان هو مادة العلوم الإنسانية ويختلف عن بقية موجودات الطبيعة فهو لدية إرادة حرة.
3. إن الظاهرة الإنسانيةتتوافر فيها شروط البحث العلمي لذلك يمكن تطبيق المنهج العلمي عليها.
2- صعوبات البحث في العلوم الإنسانية (صعوبات تطبيق المنهج الإستقرائي في العلوم الإنسانية)
أولاً: تعقد الظواهر الإنسانية وصعوبة عزل بعضها عن بعض:
1. الظواهر الإنسانية أكثر تعقيداً من الظواهر الطبيعية ويصعب عزل عناصرها.
2. في العلوم الطبيعية يسهل عزل الهيدروجين عن الأكسجين ودراستهما على حده.
3. ولكن في علم الإجتماع يصعب عزل الجريمة عن الظروف المرتبطة بها مثل (البيئة و الجهل والفقر)
ثانياً: صعوبة تكرار الظواهر الإنسانية:-
1. الظواهر الإنسانية تحدث مرة واحدة وتصبح أحداث تاريخية لا يتكرر حدوثها مما يصعب الوصول لأحكام دقيقة بشأنها
2. مثال: الباحث الإجتماعي لا يستطيع إعادة الظاهرة بعكس الباحث الطبيعي يسهل عليه لأن الظاهرة دائمة التكرار.
ثالثا: صعوبة إخضاع العلوم الإنسانية للملاحظة الدقيقة:
1. الإنسان كائن حي يحس ويفكر ويفهم لذلك فمن الصعب إخضاعه للملاحظة العلمية.
2. عندما يشعر الإنسان أنه أمام الملاحظة فسوف يغير سلوكه مما يؤدي الى عدم دقة النتائج وإستحالة إقامة تجربة.
رابعاً: صعوبة تحقيق البموضوعية في العلوم الإنسانية:
1. لا يستطيع الباحث التخلي عن عواطفه وأهوائه الشخصية.ولو إستطاع فعل ذلك فإنه لا يضمن أن يلتزم الآخرون الذين يجري عليهم البحث بسبب اتجهاتهم الفكرية وأهدافهم السياسية والإجتماعية.
خامساً: صعوبة إستخدام التعبيرات الكمية:
1. مازالت العلوم الإنسانية تستخدم تعبيرات كيفية يصعب إخضاعها للقياس الكمي الدقيق ويصعب التعبير عنها رياضياً.
2. فمازلنا نستخدم في العلوم الإنسانينة الفاظاً كيفية مثل:-
"عاطفة" و "دافع" في علم النفس.
"أسرة" و "طبقة" في علم الإجتماع.
"منفعة" في علم الإقتصاد.على العكس في العلوم المتقدمة مثل الفيزياء نجد كل مفاهيمها والفاظها كمية وتصاغ بدقة.
لاحظ أن: صعوبات البحث في العلوم الطبيعية ترجع إلى:
1- إما الى طبيعة هذة العلوم 2- أو الى المنشغلين بهذة العلوم.
وهذه الصعوبات لا تُخرج العلوم الإنسانينة من دائرة العلوم الطبيعية ولكنها قد تجعل نتائجها أقل دقة ويمكن التغلب عليها مستقبلاً.
فكي يدي وتمردي اقسمت انك انت سيده ال..................... وانت كل معا............ي
انه التفوق فقط ليس الا.....................................معا نطال السحاب نكسر بسيوفنا جيش الضباب
مين حد يعرفه مين ع س 16أ ش .جامعه الازهرالشريف
الجمعة فبراير 13, 2015 12:42 pm من طرف شافي سيف
» the comandmentes
الجمعة فبراير 13, 2015 12:25 pm من طرف شافي سيف
» الواضح في المنطق الشرعي
السبت ديسمبر 21, 2013 12:36 pm من طرف شافي سيف
» تابع الوضوح في المنطق
السبت ديسمبر 21, 2013 12:28 pm من طرف شافي سيف
» المنطق لطلبه الدراسات
السبت ديسمبر 21, 2013 12:20 pm من طرف شافي سيف
» مدرسه دمنهور المعتصمه
الثلاثاء يناير 08, 2013 11:50 pm من طرف شافي سيف
» الاختبار الشفوي بمعهد فتيات دمنهور
الثلاثاء يناير 08, 2013 11:31 pm من طرف شافي سيف
» لو كنت شمسا لاصطفيتك
الأربعاء أكتوبر 17, 2012 4:32 pm من طرف شافي سيف
» هنيئا لكلب وسدته الكلاب
الأربعاء أكتوبر 17, 2012 4:31 pm من طرف شافي سيف