حقيقة موت جذع المخ
بقلم : د. شريف عزت
عميد كلية طب الأزهر السابق
إن رسالة الطبيب التي تعتمد علي تقديم الرعاية والعون الكامل للمريض للحفاظ علي حياته في أحسن حال تتطلب منه أيضا التيقن الكامل من موت أي إنسان بالتأكد من توقف جميع مظاهر الحياة في جسده قبل إعلان وفاته.
وإذا كنا قطعا لا نعترض علي توفير أفضل سبل الحياة طبيا لأي إنسان سواء بنقل الأعضاء أو غيره, إلا أننا أيضا لا نقر إنهاء حياة أي إنسان بدعوي أنه أصبح في حالة ميئوس منها.. ولما كانت الحقائق العلمية الطبية تعتمد في المقام الأول لإقرارها كأسلوب علاج علي قيام الدليل العلمي علي صحتها وسلامتها حال ممارستها, فإن ما يسمي بموت جذع المخ لا يندرج تحت هذه الحقائق ويمثل انتهاكا واعتداء صارخا علي حياة إنسان لم تفارقه الروح بدعوة أنه ميئوس من شفائه. إن مسمي موت جذع المخ يبدو غريبا وغير مسبوق, فقد جرت العادة علي أن يطلق لفظ فشل عند تداعي وظيفة أحد الأعضاء مثل( فشل كلوي وفشل كبدي) وحتي عندما يتوقف القلب عن العمل يقال( توقف القلب) ولا يقال موت القلب أو موت الكبد أو الكلي.
وقد استحدث مصطلح موت جذع المخ في الثلث الأخير من القرن الماضي عندما بدأ بعض العلماء التفكير في إمكان نقل الأعضاء مثل( الكبد والقلب) ووجد أن نقل هذه الأعضاء يجب أن يتم من جسد مازال محتفظا بقلب ينبض ودورة دموية تعمل بكفاءة إلي جسد مريض آخر يحتاج لهذه الأعضاء.. وقد وجد هؤلاء ضالتهم في مرضي الإصابات المخية التي تتسبب في تدهور حالة الوعي ولف
ترات متفاوتة بينما المريض لايزال قلبه حيا ودورته الدموية تعمل بكفاءة وبه من مظاهر الحياة الأخري الكثير. وقد ادعوا أن هذا المريض في حالة غيبوبة لا رجعية أو في حالة ميئوس منها, أو كما أطلق عليه بعض الزملاء العرب عبارة( مرحلة استدبار الحياة) وتفتق ذهنهم عن وصف يحمل مفهوم موت المخ في طياته زورا وبهتانا.. ومن هنا نشأ مصطلح موت جذع المخ لإيجاد مبرر لذبح هؤلاء المرضي وسلب أعضائهم. إن الدلائل العلمية علي أن هؤلاء المرضي أحياء كثيرة ومتعددة, بينما لا يوجد دليل علمي واحد علي أنهم موتي بالمفهوم المتعارف عليه للموت… ولم يجرؤ أحد من المؤيدين لهذا الادعاء الخاطئ علي القول بأن هؤلاء المرضي موتي فعلا, وإنما دعواهم أنه لا يوجد أي أمل في عودتهم للحياة الطبيعية مرة أخري, وهو ما ثبت خطؤه مرارا وتكرارا بواسطة علماء آخرين من ذات الدول التي تعتمد هذا التشخيص.
إن الزيادة الكبيرة والمطردة في أعداد المصابين بفشل الأعضاء في مجتمعنا تدعونا للتكاتف ومناشدة الدولة أن تبذل المزيد من الجهد من أجل تلافي الأسباب المؤدية لهذا الفشل, فالوقاية خير من العلاج.. كذلك فإن الأخذ بأسباب العلم وتطوراته تطرح الكثير من البدائل الحالية والمستقبلية لهذه المشكلة فزراعة جزء من كبد متبرع حي تشهد نجاحات كبيرة, كما أن الأمل معقود علي التجارب التي تجري علي الخلايا الجذعية لاستحداث أنسجة تحل محل الكبد المريض.. هذا بالإضافة إلي التجارب التي تجري حاليا علي محاليل يتم حقنها في جسد المتوفي فعليا عقب الوفاة مباشرة, وهذه المحاليل تعمل علي أن تظل أعضاؤه في حالة صالحة للنقل لفترات زمنية يمكن خلالها إجراء هذه الجراحات.
بقلم : د. شريف عزت
عميد كلية طب الأزهر السابق
إن رسالة الطبيب التي تعتمد علي تقديم الرعاية والعون الكامل للمريض للحفاظ علي حياته في أحسن حال تتطلب منه أيضا التيقن الكامل من موت أي إنسان بالتأكد من توقف جميع مظاهر الحياة في جسده قبل إعلان وفاته.
وإذا كنا قطعا لا نعترض علي توفير أفضل سبل الحياة طبيا لأي إنسان سواء بنقل الأعضاء أو غيره, إلا أننا أيضا لا نقر إنهاء حياة أي إنسان بدعوي أنه أصبح في حالة ميئوس منها.. ولما كانت الحقائق العلمية الطبية تعتمد في المقام الأول لإقرارها كأسلوب علاج علي قيام الدليل العلمي علي صحتها وسلامتها حال ممارستها, فإن ما يسمي بموت جذع المخ لا يندرج تحت هذه الحقائق ويمثل انتهاكا واعتداء صارخا علي حياة إنسان لم تفارقه الروح بدعوة أنه ميئوس من شفائه. إن مسمي موت جذع المخ يبدو غريبا وغير مسبوق, فقد جرت العادة علي أن يطلق لفظ فشل عند تداعي وظيفة أحد الأعضاء مثل( فشل كلوي وفشل كبدي) وحتي عندما يتوقف القلب عن العمل يقال( توقف القلب) ولا يقال موت القلب أو موت الكبد أو الكلي.
وقد استحدث مصطلح موت جذع المخ في الثلث الأخير من القرن الماضي عندما بدأ بعض العلماء التفكير في إمكان نقل الأعضاء مثل( الكبد والقلب) ووجد أن نقل هذه الأعضاء يجب أن يتم من جسد مازال محتفظا بقلب ينبض ودورة دموية تعمل بكفاءة إلي جسد مريض آخر يحتاج لهذه الأعضاء.. وقد وجد هؤلاء ضالتهم في مرضي الإصابات المخية التي تتسبب في تدهور حالة الوعي ولف
ترات متفاوتة بينما المريض لايزال قلبه حيا ودورته الدموية تعمل بكفاءة وبه من مظاهر الحياة الأخري الكثير. وقد ادعوا أن هذا المريض في حالة غيبوبة لا رجعية أو في حالة ميئوس منها, أو كما أطلق عليه بعض الزملاء العرب عبارة( مرحلة استدبار الحياة) وتفتق ذهنهم عن وصف يحمل مفهوم موت المخ في طياته زورا وبهتانا.. ومن هنا نشأ مصطلح موت جذع المخ لإيجاد مبرر لذبح هؤلاء المرضي وسلب أعضائهم. إن الدلائل العلمية علي أن هؤلاء المرضي أحياء كثيرة ومتعددة, بينما لا يوجد دليل علمي واحد علي أنهم موتي بالمفهوم المتعارف عليه للموت… ولم يجرؤ أحد من المؤيدين لهذا الادعاء الخاطئ علي القول بأن هؤلاء المرضي موتي فعلا, وإنما دعواهم أنه لا يوجد أي أمل في عودتهم للحياة الطبيعية مرة أخري, وهو ما ثبت خطؤه مرارا وتكرارا بواسطة علماء آخرين من ذات الدول التي تعتمد هذا التشخيص.
إن الزيادة الكبيرة والمطردة في أعداد المصابين بفشل الأعضاء في مجتمعنا تدعونا للتكاتف ومناشدة الدولة أن تبذل المزيد من الجهد من أجل تلافي الأسباب المؤدية لهذا الفشل, فالوقاية خير من العلاج.. كذلك فإن الأخذ بأسباب العلم وتطوراته تطرح الكثير من البدائل الحالية والمستقبلية لهذه المشكلة فزراعة جزء من كبد متبرع حي تشهد نجاحات كبيرة, كما أن الأمل معقود علي التجارب التي تجري علي الخلايا الجذعية لاستحداث أنسجة تحل محل الكبد المريض.. هذا بالإضافة إلي التجارب التي تجري حاليا علي محاليل يتم حقنها في جسد المتوفي فعليا عقب الوفاة مباشرة, وهذه المحاليل تعمل علي أن تظل أعضاؤه في حالة صالحة للنقل لفترات زمنية يمكن خلالها إجراء هذه الجراحات.
الجمعة فبراير 13, 2015 12:42 pm من طرف شافي سيف
» the comandmentes
الجمعة فبراير 13, 2015 12:25 pm من طرف شافي سيف
» الواضح في المنطق الشرعي
السبت ديسمبر 21, 2013 12:36 pm من طرف شافي سيف
» تابع الوضوح في المنطق
السبت ديسمبر 21, 2013 12:28 pm من طرف شافي سيف
» المنطق لطلبه الدراسات
السبت ديسمبر 21, 2013 12:20 pm من طرف شافي سيف
» مدرسه دمنهور المعتصمه
الثلاثاء يناير 08, 2013 11:50 pm من طرف شافي سيف
» الاختبار الشفوي بمعهد فتيات دمنهور
الثلاثاء يناير 08, 2013 11:31 pm من طرف شافي سيف
» لو كنت شمسا لاصطفيتك
الأربعاء أكتوبر 17, 2012 4:32 pm من طرف شافي سيف
» هنيئا لكلب وسدته الكلاب
الأربعاء أكتوبر 17, 2012 4:31 pm من طرف شافي سيف