الفصل الخامس
التـربـيـة والمجتـمـع
* مقـدمـة : -
7- تعريف المجتمع
8- عناصر المجتمع
9- تركيب المجتمع
10- أشكال المجتمع
11- خصائص المجتمع
12- أهمية التربية للفرد والمجتمع
ب- أهمية التربية للفرد
ب-أهمية التربية للمجتمع
7-حاجات المجتمع والتربية
8- أسباب ضرورية التربية للفرد والمجتمع
الفصل الخامس
التـربـيـة والمجتـمـع
* مقـدمـة : -
إن التربية لا يمكن أن تتم في فراغ وبالتالي فهي تعيش في مجتمع ذلك لأنها أداة المجتمع في تشكيل الأفراد الذين لا يمكن لهم أن ينمو في عزلة ولا يرجع هذا إلي أن الأفراد الإنسانيين يشكلون بيئة مناسبة تقدم الحماية واستمتاع فحسب ولكن لأن هؤلاء الأفراد يلعبون أيضا أدوار أكثر أهمية وهو أن وجودهم ضروري للعلاقات التي يكونها الفرد النامي معهم إذ هي المكونات الواقعية لذاته فالفرد النامي ليس مكتفيا بذاته له علاقته بالأفراد الآخرين ولكن العلاقات تدخل في ذات وجوده وفي جوهر شخصيته فالذات ليست شيئا في عزلة ولكنها دائما بالضرورة ذات في علاقة .
مما لا شك فيه أن المجتمع مدرسة كبيرة يتلقى فيها الفرد دروسا عملية كثيرة قد لا يتيسر له أن يتلقاها في حياته من علي مقاعد الدراسة العادية ومن المجتمع يكتسب الفرد ما لديه من السلوك ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل إن الفرد يتلقى من المجتمع دروسا مختلفة الأنواع والصور يصقل بها معارفه وخبراته المدرسية وبما أن الحياة لا تنقطع بانقطاع الفرد عن الذهاب إلي المدرسة العادية فإن حياته في المجتمع تعتبر عملية استمرارية للدراسة والبحث والتعليم في المدرسة الكبيرة ( المجتمع ) بما فيه من مهن وأدوات اتصال ووسائل توضيح وبما فيه من نظم تفرضها الدولة أو المؤسسات العامة وتصقلها التجارب علي مر السنين وما الإنسان إلا مجموعة من القوى التي تظل كامنة حتى تظهرها التجارب علي السطح وتطلق سراحها الخبرات .
قد فطنت المجتمعات الحديثة إلي أهمية التربية فأولتها كل الاهتمام والعناية وخصصت لها المال والجهد وأعدت الخبراء والمتخصصين لذا تحتل التربية مكانا نافذا لم تحتله في أي عهد من العهود كما تحتله اليوم في عصر التحول والتقدم من المرحلة الصناعية إلي الثورة المعرفية لهذا فإن رجال التربية في كل بقاع العالم يهتمون الآن في العملية التربوية وما تؤدي إليه تلك العملية من خدمات للمجتمعات المتطورة علي أنه يمكن الاعتماد علي التربية سواء في نشر أي فكرة أو رأي أو معتقد معين من هنا يتضح لنا خطورة .
والمجتمع هو الوعاء الذي يحتوي التربية في داخله ومن ثم فإن التربية تتأثر بالمجتمع بتصوره أو بإطار حياته ومن أجل ذلك فإن فعالية برامج التعليم لا تتأتى من تلقاء نفسها ولا تفرض عليه من الخارج بقوانين خارجه عن طبيعته الاجتماعية وعن ظروف الزمان والمكان الذي يعيش فيه هذا التعليم ولذلك يجب دراسة المجتمع وثقافته الخارجية .
ومعنى هذا أن التربية تعمل بالضرورة في ضوء نظام اجتماعي معين يميزه أفراده ويختارونه من بين نظم اجتماعية أخرى لتحقيق أهداف معينة ومن ثم فإن أي تربية تعبر عن وجهة اجتماعية لأنها تعني اختيار نمط معين في الأنظمة الاجتماعية ومعنى هذا أن محور الدراسة في التربية هو المجتمع فمنه تشتق أهدافها وحول ظروف الحياة فيه مناهجها إذ لا قيمة للفكر التربوي النظري إلا إذا كان هذا الفكر مقترنا ببعض ديناميكيات العمل التطبيقي فلابد أن يترجم الفكر إلي واقع اجتماعي .
* تعريف المجتمع : -
لقد اختلفت تعار يف المجتمع باختلاف العلماء الذين تناولوا هذا الموضوع واختلفت كذلك لاختلاف المفاهيم الثقافية كل جماعة أو اختلاف العقيدة أو المبدأ أو الهدف الذي يسعون من أجل تحقيقه
ويعرف المجتمع (Society ) بأنه جماعة من الناس يعيشون معا ويعملون سويا مدة طويلة بصفة منتظمة وتربط بينهم علاقات اجتماعية ولهم أهداف وموارد مشتركة يستخدمونها في إشباع حاجاتهم في إطار نظام اقتصادي ونظم اجتماعية تساعد علي إشباع احتياجات المجتمع وعلي هذا الأساس يمكن اعتبار الدولة مجتمعا عاما .
ويمكن تحديد مقومات هذا المجتمع فيما يلي :-
1- جمع من الناس تربطهم علاقات وتفاعلات اجتماعية .
2- اشتراكهم في الموارد الطبيعية والخبرات القائمة في مجتمعهم .
3- وجود نوع من تقسيم العمل وتبادل المنفعة بين جماعاته بشكل يحقق التكامل الوظيفي في المجتمع .
4- وجود رغبات مشتركة بين أفراده .
5- وجود نظم اجتماعية تحدد العلاقات بين أفراده .
ويرى ابن خلدون أن المجتمع هو المبدع وهو خالق الحضارة والمدنية ثم إن ابن خلدون في مقدمته أيضا يرى أن الإنسان مدني بالطبع أي أنه لا يستطيع أن يعيش منعزلا عن الناس فهو كائن اجتماعي يشعر بالحاجة إلي سواه من الناس للتعامل معهم والاختلاط بهم وإعطائهم والأخذ منهم وهو في حاجة دائمة إلي بني جنسه لإشباع حاجاته الأساسية والثانوية .
وينطلق المفهوم العلمي للمجتمع من نظرة تكاملية للمجتمع علي أنه مجموعة من النظم الاجتماعية التي تتفاعل مع بعضها وترتبط وتتعاون ارتباطا وتعاونا عضويا لتحقيق أهداف اجتماعية وفق منهج للتخطيط العلمي الشامل من أجل التنمية الشاملة .ولذلك فكمن خصائص النظم الاجتماعية في المجتمع ما يلي :-
1) التشابك والتداخل في البنية وفي الوظائف بالذات .
2) التأثير والـتأثر المتبادل بين النظم المختلفة في المجتمع .
3) الأخذ والعطاء المتبادل بين النظم .
وكل نظام هو جزء من النظام الكلي في المجتمع وفي نفس الوقت فإن كل نظام جزئي هو نظام كلي بالنسبة لعناصره وأجزائه التي تكونت فالنظام التربوي جزء من نظام كلي هو المجتمع والنظام التربوي يتكون بدوره من عدة نظم منها الأهداف والكتب والمناهج المدرسية والتلاميذ والمباني واللوائح والقوانين المدرسية والإدارية والميثاق التربوي وهكذا .
وتتضمن هذه النظرة المتكاملة للمجتمع ما يلي :-
أ) كل نظام اجتماعي له هدفه الاجتماعي ضمن أهداف المجتمع العامة والكلية والمتكاملة .
ب) التربية نظام اجتماعي ضمن هذه الأنظمة وضمن النظام الكلي للمجتمع .
ت) التربية تقوم بإعداد القوى البشرية للأنظمة الاجتماعية المختلفة .
ث) التربية تأخذ من ثقافة المجتمع وتعطيها وتغذي الأجيال الجديدة علي ثقافة المجتمع وما تحدثه من تطوير فيها .
ويعود اختلاف العلماء في تعريف مصطلح المجتمع للأسباب التالية :
1- تركيز العلماء علي عنصر أو أكثر في تعريفهم للمجتمع دون أن يتفق الجميع علي
مجموعة من العناصر التي يمكن الاستناد إليها .
2- اختلاف وجهات النظر لدى العلماء في تعريفهم للمجتمع .
3- اختلاف ظروف المجتمعات للتغير الذي يمر به فقد تظهر أهمية عنصر أو أكثر في فترة معينة من مراحل التغير الاجتماعي .
وبالرغم من وجود الاختلاف في التعاريف جميعا إلا أنها تتقاسم معا وتشارك بعضها بعضا في عناصر أساسية ورئيسية هي الأفراد الذين يعيشون معا والمكان المعين لعيش هؤلاء الأفراد وقيم أو نظام معين يحدد علاقة الأفراد بعضهم ببعض
* عناصر المجتمع : -
لكل مجتمع من المجتمعات عناصر أساسية تؤثر كليا علي حياة الجماعة فيه وتصبغهم بصبغة معينة وتشكلهم بشكل خاص ومن هنا فإن مشاكلهم تختلف وحل تلك المشاكل يتنوع بتنوع الجماعة سواء كانت جماعة فردية أو جماعة صناعية حضرية أو جماعة تجارية لهذا لابد من ذكر العناصر الأساسية المكونة لكل مجتمع وهي :
1- الأوضاع الطبيعية
2- الناس ( الأفراد ) في المجتمع
3- التنظيم الاجتماعي
1-الأوضاع الطبيعية :
إن لكل مجتمع أوضاعا طبيعية وجغرافية معينة تؤثر بها عوامل كثيرة وبالتالي تتكيف حياة الجماعة مع تلك البيئة الطبيعية وأهم هذه العوامل :
أ-المـنـاخ : ويشمل درجات الحرارة والبرودة والرطوبة والعواصف والرياح وكمية الأمطار كل ذلك يؤثر علي نوعية الزراعة وحياة الجماعة .
ب-حجم الجماعة المحيطة :
ويقصد بذلك جماعة القرية أو المدينة أو المنطقة الزراعية أو الصناعية لأن حجم الجماعة يؤثر علي نوع الخدمات التي تقدم لهؤلاء الجماعة وطبيعتها .
جـ- الطوبوغرافيا :
ويقصد بذلك تخطيط الأماكن وخاصة البلدان أو القرى ومعرفة تضاريس المنطقة بما فيها من سهول أو جبال أو وديان لأن ذلك له أهمية كبيرة في طرق الاتصال والمواصلات وبالتالي في نوع المهن التي يمكن أن تهتم بها الجماعة .
د- نوع التربية ودرجة خصوبتها .
هـ- مصادر المياه والأنهار والحار .
و- المصادر المعدنية: من حديد أو فحم أو بترول .
س- المصادر الطبيعية من غابات وأشجار وما يعيش عليها من حيوانات ، كل ذلك له أثر فعال في تعامل الجماعة وفي حياة الأفراد ويؤثر كذلك في أسلوب حياتهم ونظرتهم للحياة وآمالهم وأهدافهم .
2- الناس ( الأفراد ) الذين يعيشون في المجتمع .
فقد تختلف المجتمعات ذات الوضع الجغرافي المتماثل عن بعضها البعض لاختلاف في نمط الحياة وسلوك الناس الذين يقطنون تلك المجتمعات لأن للناس أثرا كبيرا في حياة الجماعة .
ومن الأمور الهامة والواجب معرفتها عن الأفراد الذين يعيشون فوق بقعة واحدة أو في مكان واحد ما يلي :-
أ- عدد السكان في المجتمع : " لأن نظم المجتمع تختلف باختلاف عدد أفراده وحاجاته ".
ب- السن والتركيب الجنسي : ويقصد به الشيوخ والأطفال والذكور والإناث .
ت- الحالة الثقافية ومستوى التعليم ونسبة الأمية والمشاكل التربوية .
ث- أنواع المهن التي يحترفها القاطنون في المجتمع تعطي لونا معينا للصورة التي يكون عليها المجتمع .
ج- الأجناس والقوميات المختلفة الموجودة في المجتمع الواحد التي قد تؤدي إلي اختلاف في الاتجاهات والأهداف .
ح- المستويات الاجتماعية في المجتمع ووجود الطبقات يؤدي إلي ظهور حالة معينة من العلاقات بين الجماعة الواحدة .
3- التنظيم الاجتماعي:
ويقصد به الوحدات الاجتماعية التي تقوم علي خدمة الجماعة في المجتمع الواحد وتكون مكونة من أفراد تلك الجماعة وهدفها مجابهة مشكلات الجماعة وسد حاجاتهم من تلك الوحدات .
أ-المؤسسات وتكون علي درجة كبيرة من الثبات والاستقرار ولها دستور خاص كالأسرة ، والمدارس ، ودور العبادة ، والإدارات الحكومية الأخرى .
ب-الجماعات التي لها نظام خاص :
1- المنظمات الخاصة بالأعمال والمهن " كالغرفة التجارية ورابطة أصحاب المصانع " .
2-الجماعات الخيرية . 3-النقابات بأنواعها . 4-النوادي الرياضية .
ج- الهيئات وهي جماعة مشكلة لها نظام خاص بها أنشئت لتأدية خدمات معينة ومحددة وقد تكون خاصة أو عامة مثل رابطة المكتبات " مكتب الخدمات الاجتماعية ، مراكز الإرشاد الزراعي ، جمعية الشبان المسيحية .........الخ"
د- مشروعات خاصة : وهي منظمات أنشئت أساسا للكسب وقد تكون مشروعا أو مشاريع يديرها فرد أو مجموعة من الأفراد أو أنها تدار تعاونيا أو نقابيا .
هـ-جمعيات لا تتغير بنظام خاص وليس لها دستور وتقوم بتأدية خدمات معينة أنشئت من أجلها " .
الشروط الواجب توافرها في المجتمع المتماسك :
1- أن يكون في المجتمع استمرار مادي أو شكلي أما الاستمرار المادي فهو أن يتصل أعضاء المجتمع بعضهم ببعض لمدة طويلة من الزمن أما الاستمرار الشكلي فمعناه أنه علي الرغم من التغير السريع نسبيا في أعضاء المجتمع فإن العادات والتقاليد في المجتمع تكون ذات طابع معين .
2- أن يكون لدى أعضاء المجتمع فكرة عن وجود هذا المجتمع ومكوناته وخصائصه .
3- أن تكون للمجتمع تقاليد نتيجة لمرور الزمن .
4- أن يقوى الوعي الجمعي وينمو عن طريق الاتصال والاحتكاك بالمجتمعات الأخرى .
5- أن يقوم في هذا المجتمع نظام محترم يضمن للأفراد سلامتهم وهويتهم .
* تركيب المجتمع : -
إن كل مجتمع من هذه المجتمعات يتركب من أبعاد بنائية معينة يمكن تلخيصها بما يلي :-
1-البناء الطبيعي أو الفيزيقي :
ويقصد به أن كل مجتمع يبنى علي طبيعة معينة ويؤثر به مؤثرات ليس للإنسان يد فيها لأنها موجودة في الطبيعة وتؤثر في المجتمع وثقافته ونظام حياته وما علي الجماعة إلا التكيف معها أو محاولة حماية أنفسهم منها أو التحكم بها مثل المناخ وطبيعة الأرض وتضاريسها والمصادر الطبيعية فيها .
2-البناء السكاني :
ويقصد به جنس السكان أو دينهم أو نوعهم أو أصلهم أو تركيبهم ألعمري أو تابعتهم مثال ذلك : عرب ،مسلمون ، يهود ، مسيحيون ، كبار السن أو صغار ، متعلمون ، أميون ، سكان مخيمات ، سكان أصليين وهكذا .
التـربـيـة والمجتـمـع
* مقـدمـة : -
7- تعريف المجتمع
8- عناصر المجتمع
9- تركيب المجتمع
10- أشكال المجتمع
11- خصائص المجتمع
12- أهمية التربية للفرد والمجتمع
ب- أهمية التربية للفرد
ب-أهمية التربية للمجتمع
7-حاجات المجتمع والتربية
8- أسباب ضرورية التربية للفرد والمجتمع
الفصل الخامس
التـربـيـة والمجتـمـع
* مقـدمـة : -
إن التربية لا يمكن أن تتم في فراغ وبالتالي فهي تعيش في مجتمع ذلك لأنها أداة المجتمع في تشكيل الأفراد الذين لا يمكن لهم أن ينمو في عزلة ولا يرجع هذا إلي أن الأفراد الإنسانيين يشكلون بيئة مناسبة تقدم الحماية واستمتاع فحسب ولكن لأن هؤلاء الأفراد يلعبون أيضا أدوار أكثر أهمية وهو أن وجودهم ضروري للعلاقات التي يكونها الفرد النامي معهم إذ هي المكونات الواقعية لذاته فالفرد النامي ليس مكتفيا بذاته له علاقته بالأفراد الآخرين ولكن العلاقات تدخل في ذات وجوده وفي جوهر شخصيته فالذات ليست شيئا في عزلة ولكنها دائما بالضرورة ذات في علاقة .
مما لا شك فيه أن المجتمع مدرسة كبيرة يتلقى فيها الفرد دروسا عملية كثيرة قد لا يتيسر له أن يتلقاها في حياته من علي مقاعد الدراسة العادية ومن المجتمع يكتسب الفرد ما لديه من السلوك ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل إن الفرد يتلقى من المجتمع دروسا مختلفة الأنواع والصور يصقل بها معارفه وخبراته المدرسية وبما أن الحياة لا تنقطع بانقطاع الفرد عن الذهاب إلي المدرسة العادية فإن حياته في المجتمع تعتبر عملية استمرارية للدراسة والبحث والتعليم في المدرسة الكبيرة ( المجتمع ) بما فيه من مهن وأدوات اتصال ووسائل توضيح وبما فيه من نظم تفرضها الدولة أو المؤسسات العامة وتصقلها التجارب علي مر السنين وما الإنسان إلا مجموعة من القوى التي تظل كامنة حتى تظهرها التجارب علي السطح وتطلق سراحها الخبرات .
قد فطنت المجتمعات الحديثة إلي أهمية التربية فأولتها كل الاهتمام والعناية وخصصت لها المال والجهد وأعدت الخبراء والمتخصصين لذا تحتل التربية مكانا نافذا لم تحتله في أي عهد من العهود كما تحتله اليوم في عصر التحول والتقدم من المرحلة الصناعية إلي الثورة المعرفية لهذا فإن رجال التربية في كل بقاع العالم يهتمون الآن في العملية التربوية وما تؤدي إليه تلك العملية من خدمات للمجتمعات المتطورة علي أنه يمكن الاعتماد علي التربية سواء في نشر أي فكرة أو رأي أو معتقد معين من هنا يتضح لنا خطورة .
والمجتمع هو الوعاء الذي يحتوي التربية في داخله ومن ثم فإن التربية تتأثر بالمجتمع بتصوره أو بإطار حياته ومن أجل ذلك فإن فعالية برامج التعليم لا تتأتى من تلقاء نفسها ولا تفرض عليه من الخارج بقوانين خارجه عن طبيعته الاجتماعية وعن ظروف الزمان والمكان الذي يعيش فيه هذا التعليم ولذلك يجب دراسة المجتمع وثقافته الخارجية .
ومعنى هذا أن التربية تعمل بالضرورة في ضوء نظام اجتماعي معين يميزه أفراده ويختارونه من بين نظم اجتماعية أخرى لتحقيق أهداف معينة ومن ثم فإن أي تربية تعبر عن وجهة اجتماعية لأنها تعني اختيار نمط معين في الأنظمة الاجتماعية ومعنى هذا أن محور الدراسة في التربية هو المجتمع فمنه تشتق أهدافها وحول ظروف الحياة فيه مناهجها إذ لا قيمة للفكر التربوي النظري إلا إذا كان هذا الفكر مقترنا ببعض ديناميكيات العمل التطبيقي فلابد أن يترجم الفكر إلي واقع اجتماعي .
* تعريف المجتمع : -
لقد اختلفت تعار يف المجتمع باختلاف العلماء الذين تناولوا هذا الموضوع واختلفت كذلك لاختلاف المفاهيم الثقافية كل جماعة أو اختلاف العقيدة أو المبدأ أو الهدف الذي يسعون من أجل تحقيقه
ويعرف المجتمع (Society ) بأنه جماعة من الناس يعيشون معا ويعملون سويا مدة طويلة بصفة منتظمة وتربط بينهم علاقات اجتماعية ولهم أهداف وموارد مشتركة يستخدمونها في إشباع حاجاتهم في إطار نظام اقتصادي ونظم اجتماعية تساعد علي إشباع احتياجات المجتمع وعلي هذا الأساس يمكن اعتبار الدولة مجتمعا عاما .
ويمكن تحديد مقومات هذا المجتمع فيما يلي :-
1- جمع من الناس تربطهم علاقات وتفاعلات اجتماعية .
2- اشتراكهم في الموارد الطبيعية والخبرات القائمة في مجتمعهم .
3- وجود نوع من تقسيم العمل وتبادل المنفعة بين جماعاته بشكل يحقق التكامل الوظيفي في المجتمع .
4- وجود رغبات مشتركة بين أفراده .
5- وجود نظم اجتماعية تحدد العلاقات بين أفراده .
ويرى ابن خلدون أن المجتمع هو المبدع وهو خالق الحضارة والمدنية ثم إن ابن خلدون في مقدمته أيضا يرى أن الإنسان مدني بالطبع أي أنه لا يستطيع أن يعيش منعزلا عن الناس فهو كائن اجتماعي يشعر بالحاجة إلي سواه من الناس للتعامل معهم والاختلاط بهم وإعطائهم والأخذ منهم وهو في حاجة دائمة إلي بني جنسه لإشباع حاجاته الأساسية والثانوية .
وينطلق المفهوم العلمي للمجتمع من نظرة تكاملية للمجتمع علي أنه مجموعة من النظم الاجتماعية التي تتفاعل مع بعضها وترتبط وتتعاون ارتباطا وتعاونا عضويا لتحقيق أهداف اجتماعية وفق منهج للتخطيط العلمي الشامل من أجل التنمية الشاملة .ولذلك فكمن خصائص النظم الاجتماعية في المجتمع ما يلي :-
1) التشابك والتداخل في البنية وفي الوظائف بالذات .
2) التأثير والـتأثر المتبادل بين النظم المختلفة في المجتمع .
3) الأخذ والعطاء المتبادل بين النظم .
وكل نظام هو جزء من النظام الكلي في المجتمع وفي نفس الوقت فإن كل نظام جزئي هو نظام كلي بالنسبة لعناصره وأجزائه التي تكونت فالنظام التربوي جزء من نظام كلي هو المجتمع والنظام التربوي يتكون بدوره من عدة نظم منها الأهداف والكتب والمناهج المدرسية والتلاميذ والمباني واللوائح والقوانين المدرسية والإدارية والميثاق التربوي وهكذا .
وتتضمن هذه النظرة المتكاملة للمجتمع ما يلي :-
أ) كل نظام اجتماعي له هدفه الاجتماعي ضمن أهداف المجتمع العامة والكلية والمتكاملة .
ب) التربية نظام اجتماعي ضمن هذه الأنظمة وضمن النظام الكلي للمجتمع .
ت) التربية تقوم بإعداد القوى البشرية للأنظمة الاجتماعية المختلفة .
ث) التربية تأخذ من ثقافة المجتمع وتعطيها وتغذي الأجيال الجديدة علي ثقافة المجتمع وما تحدثه من تطوير فيها .
ويعود اختلاف العلماء في تعريف مصطلح المجتمع للأسباب التالية :
1- تركيز العلماء علي عنصر أو أكثر في تعريفهم للمجتمع دون أن يتفق الجميع علي
مجموعة من العناصر التي يمكن الاستناد إليها .
2- اختلاف وجهات النظر لدى العلماء في تعريفهم للمجتمع .
3- اختلاف ظروف المجتمعات للتغير الذي يمر به فقد تظهر أهمية عنصر أو أكثر في فترة معينة من مراحل التغير الاجتماعي .
وبالرغم من وجود الاختلاف في التعاريف جميعا إلا أنها تتقاسم معا وتشارك بعضها بعضا في عناصر أساسية ورئيسية هي الأفراد الذين يعيشون معا والمكان المعين لعيش هؤلاء الأفراد وقيم أو نظام معين يحدد علاقة الأفراد بعضهم ببعض
* عناصر المجتمع : -
لكل مجتمع من المجتمعات عناصر أساسية تؤثر كليا علي حياة الجماعة فيه وتصبغهم بصبغة معينة وتشكلهم بشكل خاص ومن هنا فإن مشاكلهم تختلف وحل تلك المشاكل يتنوع بتنوع الجماعة سواء كانت جماعة فردية أو جماعة صناعية حضرية أو جماعة تجارية لهذا لابد من ذكر العناصر الأساسية المكونة لكل مجتمع وهي :
1- الأوضاع الطبيعية
2- الناس ( الأفراد ) في المجتمع
3- التنظيم الاجتماعي
1-الأوضاع الطبيعية :
إن لكل مجتمع أوضاعا طبيعية وجغرافية معينة تؤثر بها عوامل كثيرة وبالتالي تتكيف حياة الجماعة مع تلك البيئة الطبيعية وأهم هذه العوامل :
أ-المـنـاخ : ويشمل درجات الحرارة والبرودة والرطوبة والعواصف والرياح وكمية الأمطار كل ذلك يؤثر علي نوعية الزراعة وحياة الجماعة .
ب-حجم الجماعة المحيطة :
ويقصد بذلك جماعة القرية أو المدينة أو المنطقة الزراعية أو الصناعية لأن حجم الجماعة يؤثر علي نوع الخدمات التي تقدم لهؤلاء الجماعة وطبيعتها .
جـ- الطوبوغرافيا :
ويقصد بذلك تخطيط الأماكن وخاصة البلدان أو القرى ومعرفة تضاريس المنطقة بما فيها من سهول أو جبال أو وديان لأن ذلك له أهمية كبيرة في طرق الاتصال والمواصلات وبالتالي في نوع المهن التي يمكن أن تهتم بها الجماعة .
د- نوع التربية ودرجة خصوبتها .
هـ- مصادر المياه والأنهار والحار .
و- المصادر المعدنية: من حديد أو فحم أو بترول .
س- المصادر الطبيعية من غابات وأشجار وما يعيش عليها من حيوانات ، كل ذلك له أثر فعال في تعامل الجماعة وفي حياة الأفراد ويؤثر كذلك في أسلوب حياتهم ونظرتهم للحياة وآمالهم وأهدافهم .
2- الناس ( الأفراد ) الذين يعيشون في المجتمع .
فقد تختلف المجتمعات ذات الوضع الجغرافي المتماثل عن بعضها البعض لاختلاف في نمط الحياة وسلوك الناس الذين يقطنون تلك المجتمعات لأن للناس أثرا كبيرا في حياة الجماعة .
ومن الأمور الهامة والواجب معرفتها عن الأفراد الذين يعيشون فوق بقعة واحدة أو في مكان واحد ما يلي :-
أ- عدد السكان في المجتمع : " لأن نظم المجتمع تختلف باختلاف عدد أفراده وحاجاته ".
ب- السن والتركيب الجنسي : ويقصد به الشيوخ والأطفال والذكور والإناث .
ت- الحالة الثقافية ومستوى التعليم ونسبة الأمية والمشاكل التربوية .
ث- أنواع المهن التي يحترفها القاطنون في المجتمع تعطي لونا معينا للصورة التي يكون عليها المجتمع .
ج- الأجناس والقوميات المختلفة الموجودة في المجتمع الواحد التي قد تؤدي إلي اختلاف في الاتجاهات والأهداف .
ح- المستويات الاجتماعية في المجتمع ووجود الطبقات يؤدي إلي ظهور حالة معينة من العلاقات بين الجماعة الواحدة .
3- التنظيم الاجتماعي:
ويقصد به الوحدات الاجتماعية التي تقوم علي خدمة الجماعة في المجتمع الواحد وتكون مكونة من أفراد تلك الجماعة وهدفها مجابهة مشكلات الجماعة وسد حاجاتهم من تلك الوحدات .
أ-المؤسسات وتكون علي درجة كبيرة من الثبات والاستقرار ولها دستور خاص كالأسرة ، والمدارس ، ودور العبادة ، والإدارات الحكومية الأخرى .
ب-الجماعات التي لها نظام خاص :
1- المنظمات الخاصة بالأعمال والمهن " كالغرفة التجارية ورابطة أصحاب المصانع " .
2-الجماعات الخيرية . 3-النقابات بأنواعها . 4-النوادي الرياضية .
ج- الهيئات وهي جماعة مشكلة لها نظام خاص بها أنشئت لتأدية خدمات معينة ومحددة وقد تكون خاصة أو عامة مثل رابطة المكتبات " مكتب الخدمات الاجتماعية ، مراكز الإرشاد الزراعي ، جمعية الشبان المسيحية .........الخ"
د- مشروعات خاصة : وهي منظمات أنشئت أساسا للكسب وقد تكون مشروعا أو مشاريع يديرها فرد أو مجموعة من الأفراد أو أنها تدار تعاونيا أو نقابيا .
هـ-جمعيات لا تتغير بنظام خاص وليس لها دستور وتقوم بتأدية خدمات معينة أنشئت من أجلها " .
الشروط الواجب توافرها في المجتمع المتماسك :
1- أن يكون في المجتمع استمرار مادي أو شكلي أما الاستمرار المادي فهو أن يتصل أعضاء المجتمع بعضهم ببعض لمدة طويلة من الزمن أما الاستمرار الشكلي فمعناه أنه علي الرغم من التغير السريع نسبيا في أعضاء المجتمع فإن العادات والتقاليد في المجتمع تكون ذات طابع معين .
2- أن يكون لدى أعضاء المجتمع فكرة عن وجود هذا المجتمع ومكوناته وخصائصه .
3- أن تكون للمجتمع تقاليد نتيجة لمرور الزمن .
4- أن يقوى الوعي الجمعي وينمو عن طريق الاتصال والاحتكاك بالمجتمعات الأخرى .
5- أن يقوم في هذا المجتمع نظام محترم يضمن للأفراد سلامتهم وهويتهم .
* تركيب المجتمع : -
إن كل مجتمع من هذه المجتمعات يتركب من أبعاد بنائية معينة يمكن تلخيصها بما يلي :-
1-البناء الطبيعي أو الفيزيقي :
ويقصد به أن كل مجتمع يبنى علي طبيعة معينة ويؤثر به مؤثرات ليس للإنسان يد فيها لأنها موجودة في الطبيعة وتؤثر في المجتمع وثقافته ونظام حياته وما علي الجماعة إلا التكيف معها أو محاولة حماية أنفسهم منها أو التحكم بها مثل المناخ وطبيعة الأرض وتضاريسها والمصادر الطبيعية فيها .
2-البناء السكاني :
ويقصد به جنس السكان أو دينهم أو نوعهم أو أصلهم أو تركيبهم ألعمري أو تابعتهم مثال ذلك : عرب ،مسلمون ، يهود ، مسيحيون ، كبار السن أو صغار ، متعلمون ، أميون ، سكان مخيمات ، سكان أصليين وهكذا .
الجمعة فبراير 13, 2015 12:42 pm من طرف شافي سيف
» the comandmentes
الجمعة فبراير 13, 2015 12:25 pm من طرف شافي سيف
» الواضح في المنطق الشرعي
السبت ديسمبر 21, 2013 12:36 pm من طرف شافي سيف
» تابع الوضوح في المنطق
السبت ديسمبر 21, 2013 12:28 pm من طرف شافي سيف
» المنطق لطلبه الدراسات
السبت ديسمبر 21, 2013 12:20 pm من طرف شافي سيف
» مدرسه دمنهور المعتصمه
الثلاثاء يناير 08, 2013 11:50 pm من طرف شافي سيف
» الاختبار الشفوي بمعهد فتيات دمنهور
الثلاثاء يناير 08, 2013 11:31 pm من طرف شافي سيف
» لو كنت شمسا لاصطفيتك
الأربعاء أكتوبر 17, 2012 4:32 pm من طرف شافي سيف
» هنيئا لكلب وسدته الكلاب
الأربعاء أكتوبر 17, 2012 4:31 pm من طرف شافي سيف