فلسـفة
السـياسـة
ونظام الحكم
الفصل الأول : الفلسـفة والسـياسـة
أولاً - صلة الفلسـفة بالسـياسـة
لأن الإنسان مدني بطبعه فهو يميل إلي حياة الجماعة لأنه في حاجة للتعاون مع غيره لسد حاجاته من مأكل ومشرب وملبس ومأوي .. الخ ومن هنا ظهرت وتطورت الجماعات الإنسانية من أسرة فعشيرة فقرية فمدينة فدولة .
مع ظهور الدولة ظهرت مجموعة من الأفكار السياسية مثل فكرة السلطة والقانون والعدالة والحرية والحاكم والمحكوم .. الخ .. ومن من هنا ظهرت ( الفلسفة السياسية ) .
فلسـفة السـياسـة : هي البحث عن الأفكار السياسية المختلفة ومناقشتها لتوضيح المبادئ الأولي التي ترتكز عليها مع وضع تصور عام للدولة التي تحقق تلك الأفكار .
نماذج من التفكير السـياسي عند القدماء
أفلاطون ( 427 - 347 ق . م )
ولد أفلاطون في أسرة أرستقراطية مما أتاح له الاهتمام بالسياسة في شبابه
رفض أفلاطون لكل النظم السـياسـية التي عاصرها :
1- رفض أفلاطون النظام العسكري الإسبرطي لأنه لم يكن يهتم بالثقافة والأدب والفنون المختلفة .
2- رفض أفلاطون الديمقراطية الأثينية لأنها فشلت في مواجهة العسكرية الاسبرطية كما أن هذه الديمقراطية حكمت على أستاذه (سـقراط) بالموت عام 399 ق . م .
3- نظام الحكم الأمثل عنده هو الذي يحقق العدالة الدائمة بين المواطنين
مفهوم العدالة عند أفلاطون :
رفض أفلاطون التفسير السفسطائي للعدالة .
- العدالة عند السـفسـطائيين ( ثراسـيما خوس ) : ( العدالة هي تحقيق مصلحة الأقوى والظلم ألا يعمل الأضعف من أجل منفعة الأقوى ) .فراعى الدولة كراعي الغنم لا يرعى الغنم لمصلحتها وإنما لمصلحته هو .
- العدالة عند أفلاطون : تعنى ( أن يؤدى كل مواطن وظيفته في الطبقة التي ينتمي إليها دون أن يتدخل في عمل الآخرين لأن الطبيعة جعلت الفرد مؤهلا لتلك الوظيفة وليس كل الوظائف ) فالعدالة تقتضى احترام التخصص الذي يؤدي إلي الانسجام بين جميع المواطنين في الدولة .
التخصص أسـاس نشـأة الدولة : لأن الأصل في الاجتماع البشرى هو الحاجة ولما كان الفرد لا يستطيع بمفرده تدبير كل حاجاته من الطعام والشراب ..الخ فقد كان من الضروري أن يتخصص الأفراد فيما ينتجونه من هذه الضروريات وأن يتم تبادلها بينهم .
وعلينا أن نلاحظ أن مبدأ التخصص يؤدي إلي مفهوم الطبقات الاجتماعية كما ربط أفلاطون بين قوي النفس وطبقات المجتمع كما يلي :
قوي النفس ووظيفتها طبقات المجتمع ووظيفتها
- القوة الشهوانية : إشباع حاجات الإنسان المادية
- القوة الغضبية : الدفاع عن كرامة الإنسان
- القوة العاقلة : التفكير والمعرفة - الطبقة العاملة : إشباع حاجات الإنسان المادية
- طبقة الجنـــد : الدفاع عن المدينة .
- طبقة الحكام : تدير دفة الحكم وتنظيم الحياة
مراحل التربية عند أفلاطون : يقسم أفلاطون مراحل التربية إلى ثلاثة تنتهي كل منها باختبارات من يجتازها ينتقل إلى المرحلة الأعلى ومن يفشل فيها يبقى في نفس المرحلة أو يهبط إلى مرحلة أقل .
ويمكن توضيح ذلك على النحو التالي :
المدة الدراسية نوع الدراسة
المرحلة الأولى بنين وبنات
حتى سن 18 وفيها يتلقى الأطفال تربية عامة تكشف عن مواهبهم واستعداداتهم
المرحلة الثانية بنين وبنات تمتد حتى سن الثلاثين تركز على التربية الرياضية العنيفة مع العناية بتربية النفس أيضاً عن طريق الموسيقى والآداب والفنون
المرحلة الثالثة مدتها
20 سنة
-تقدم دراسة علمية وفلسفية متخصصة لمن تثبت قدرته على تلقى هذا المستوى من العلم مدتها 5 سنوات.
-ممارسة شئون الدولة وخاصة الحرب مدة 15 سنة حتى تضاف الخبرة إلى العلم .
- وفي سن الخمسون الذين يتفوقون يتفرغون لدراسة الفلسفة التي تمكنهم من معرفة الحق والعدل والخير المطلق ويكون بعد ذلك أهلاً لقيادة الدولة
رأى أفلاطون في الملكية الخاصة :
1- يرى أفلاطون أن الحراس محظوراً عليهم أي شكل من أشكال الملكية الخاصة وليس من حقهم اقتناء الذهب أو الفضة أو امتلاك المال اكتفاء بما وهبهم الله من ذهب وفضة في نفوسهم لكي يتفرغوا لأداء الواجبات العامة .. لأن الحراس يجب أن يتصفوا بالفضيلة (فالثروة والفضيلة نقيضان لا يجتمعان).
2- بالنسبة للطبقة الدنيا فمن حقها تملك الأرض والعقارات والمساكن .. الخ
نقد وملاحظات على فكر أفلاطون السـياسـي :
1- إن تحريم الملكية الخاصة لطبقة الحكام غير مقبول وقد عَدل أفلاطون عنه.
2- قسم أفلاطون طبقات المجتمع إلي ثلاثة طبقات تقابل أقسام النفس البشرية عنده ولكن هناك فرق كبير بين الفرد وفضائله وبين الدولة وما تتضمنه من تعقيدات هائلة .
3- يؤخذ علي أفلاطون موافقته على نظام العبيد على أن يكونوا من غير اليونانيين باعتبار أن العبيد فئة من الناس لها قدرات بدنية تؤهلها للعمل الشاق وليست لها قدرات عقلية .
4- فكرة التخصص عند أفلاطون وبقاء الفرد في وظيفة بعينها طوال حياته دون أن يرقى إلى وظيفة أخرى هي نظرة أرستقراطية ضيقة ترفضها الديمقراطية الحديثة وان كان من مزاياه أنها تضع الرجل المناسب في المكان المناسب .
الفلسـفة السـياسـية عند أرسـطو ( 384- 322 ق . م )
أصل الاجتماع :
1- يرى أرسطو أن أول جماعة هي الأسرة ومن مجموع الأسر تتكون القرية ومن مجموع القرى تتكون المدينة وهى التي تمثل الدولة عند الإغريق .
2- الدولة هي الهدف النهائي للاجتماع البشرى لأن الإنسان بطبيعته حيوان سياسي .
3- السياسة عند أرسطو هي علم السعادة الاجتماعية والأخلاق هي علم السعادة الفردية .
مفهوم الأسـرة عند أرسـطو : تتكون الأسرة من الزوج والزوجة والأبناء والعبيد .
دور المرأة (الزوجة) داخل الأسـرة عند أرسـطو : يري أرسطو أن المرأة تقع في منزلة وسط بين الحر والعبد فدورها هو تربية الأبناء والإشراف على العبيد وإعداد المنزل وليس للمرأة أن تشارك في الشؤون السياسية وليس لها دور خارج المنزل .
موقف أرسـطو من الرق : يؤيد أرسطو نظام الرق ويعتبره نظاماً فرضته الطبيعة نفسها فبعض الناس هم بطبيعتهم سادة لا يجوز استرقاقهم مثل الإغريق وبعضهم الآخر بطبيعتهم عبيد والرق بالنسبة لهم نافع بمقدار ما هو عادل .
حجم الدولة : ويرفض أرسطو الحجم الكبير للدولة لأن الحجم الكبير للدولة يصعب حكمه .
ويرى أرسطو أن عدد سكان الدولة لا يجب أن يزيد عن 100000 مواطن
شـكل الدولة : قسم أرسطو شكل الدولة إلى ثلاثة صالحة وثلاثة أخرى فاسدة كما يلي :
أولاً: الحكومات الصالحة :
1- الملكية : ويكون الحاكم فيها فرداً واحداً ( الملك ) وهو يعمل لصالح المجموع .
2- الأرسـتقراطية : ويقوم بالحكم فيها قلة فاضلة تعمل لصالح المجموع .
3- الديمقراطية : وهى حكومة الأغلبية الفقيرة التي تعمل لصالح المجموع .
ثانياً : الحكومات الفاسدة :
1- الطغيان : وهى حكومة الفرد الواحد الطاغي الظالم المستبد الذي يبحث عن مصلحته .
2- الأوليجاركية : ويتولى الحكم فيها قلة غنية تعمل لصالحها الخاص .
3- الديماجوجية : وهى حكومة العامة حيث يسيطر على القيادة فيها الغوغاء وهي متقلبة .
ملاحظة : أفضل الحكومات عند أرسطو هي حكومة الوسط بين الأرستقراطية والديمقراطية أي تسليم دفة الحكم للطبقة الوسطى وذلك لتفادى مساوئ حكم الأغنياء وحكم الفقراء أيضاً
ملاحظات على فلسفة السـياسـة عند أرسـطو :
1- كان أرسطو أكثر واقعية من أفلاطون بجعله نظام الحكم لطبقة متوسطة الثراء .
2- موقفه من الربا : يحمد لأرسطو رفضه للربا واعتباره طريقاً غير مشروع للكسب لأنه كسب مال من مال لأن كسب المال يجب أن يكون عن طريق التجارة التي تجلب الربح ( فالنقود لا تلد نقودا ) .
3- يؤخذ على أرسطو إقراره لنظام الرق واعتباره أمراً طبيعياً .
4- يمثل رأى أرسطو في الإغريق أنهم وحدهم الأحرار نظره عنصرية ضيقة
5- رفض أرسطو أن تشارك المرأة في الحياة السياسية أو الوظائف العامة وهذا حط من مكانة المرأة في حين أعطى أفلاطون لها الحق في المشاركة في الجندية والحياة السياسية .
الفلسـفة السـياسـية عند الفارابي
- يعد الفارابي من أعظم فلاسفة الإسلام ويلقب بالمعلم الثاني بعد أرسطو .
- جعل الفارابي الأخلاق فرعاً من السياسة فالأخلاق تدرس سلوك الفرد بمفرده بهدف تحقيق سعادته والسياسة تدرس كيف تحقق السعادة للمجتمع بأسره .
أصل الاجتماع : يتفق الفارابي مع أفلاطون وأرسطو في أن الإنسان اجتماعي بفطرته ومدني بطبعه وأن أصل الاجتماع هو حاجة الأفراد إلى التعاون
رفض الفارابي بعض الآراء الخاطئة التي تفسر الاجتماع البشرى ومنها :-
- رفض القول بأن الاجتماع البشرى نشأ عن طريق القهر .
- رفض القول بأن أساس الاجتماع البشرى هو الاشتراك في الولادة من أب واحد
- رفض القول بأن الاجتماع البشرى كله بسبب المصاهرة أي الزواج .
- رفض القول بأن الاجتماع يكون بالاشتراك في رئيس واحد يحكمهم أمرهم .
يقسم الفارابي المجتمعات إلى نوعين هما :
أولا - المجتمعات الكاملة أو التامة : يتم فيها التعاون على أكمل وجه وتقوم بكفاية نفسها .
وقد قسمها إلي ثلاث أنواع هي :
أ- المجتمعات العظمي – أي دولة عالمية واحدة .
ب- المجتمعات الوسطي – أي دولة لكل أمة .
ت- المجتمعات الصغرى – أي دولة المدينة أي كل مدينة دولة علي حدا .
ثانيا- المجتمعات الناقصة أو الغير كاملة :- وهى التي لا تستطيع أن تكفى نفسها بنفسها ولا يتحقق فيها التعاون الاجتماعي بصورة كاملة كالقرية أو الأسرة .
أنواع المدن
1- المدينة الفاضلة : تتسم بشيوع التعاون بين أفرادها لتحصيل السعادة ويتصف أهلها بالنظام والعلم وعشق العمل والخضوع لمبدأ تقسيم العمل .
2- المدينة الجاهلة : هي التي يظن أهلها أن السعادة تتحقق في الانغماس في اللذات الحسية وجميع الثروة والحفاظ على سلامة الجسد من مأكل ومشرب وملبس . وهذه المدينة يجهل أهلها السعادة .
3- المدينة الفاسقة : هي التي يتصف أهلها بالعلم ولكنهم لا يعملون به فهم يعرفون ما يعرفه أهل المدينة الفاضلة ويعتقدون ما تعتقده المدينة الفاضلة ولكنهم رغم ذلك يرتكبون القبح مع علمهم أنه قبيح .
4- المدينة المتبدلة : هي المدينة التي كان أهلها يسلكون وفق آراء المدينة الفاضلة ولكنهم تحولوا عن هذه الأفكار واعتقدوا آراء مخالفة سلكوا وفقاً لها .
5- المدينة الضالة : هي المدينة التي كانت تعرف أن السعادة تقع وراء الحياة المادية ثم انحرفت في تفكيرها عن مدلول السعادة واعتقدت آراء فاسدة لا تتفق مع الحياة الروحية
تشكيل المدينة الفاضلة : تشبه الجسم الحي الذي يتعاون كل أعضائه على حفظ حياته فرئيس المدينة الفاضلة يقابله في الأهمية قلب الإنسان والأفراد يمثلون خلايا الجسم .
رئيس المدينة : هو قلبها وأعلى مراتبها وأكمل أفرادها في ذاته وصفاته ولا يصلح لهذه الوظيفة الخطيرة أي إنسان ولابد أن تتوافر فيه اثني عشر خصلة منها :- أن يكون تام الأعضاء - جيد الفهم والتصور
- حسن العبارة ومحب للتعليم - غير شره للمأكل والمشرب
- محب للصدق وأهله - زاهد في أعراض الدنيا
- محب للعدل ومبغض للظلم ...
ولما كان من الصعب اجتماع كل هذه الصفات في رجل واحد فلا مانع عنده من أن يكون رئيس المدينة أثنين أو ثلاثة أو كثرة تتوزع هذه الصفات بينهم
ملاحظات على الفلسفة السياسية عند الفارابي :-
1- دعوة الفارابي لحكومة عالمية بذلك يكون قد تنبأ بالأمم المتحدة .
2- تأثر الفارابي بأفلاطون في صفات رئيس المدينة بالحاكم الفيلسوف الزاهد .
3- أراء الفارابي هي محاولة للتوفيق بين آراء أفلاطون أو الفلسفة والدين الإسلامي .
4- خطأ المقارنة بين المدينة والجسم الحي فهناك فرق بين وظائف الحياة الثابتة والمتغيرة .
الفصل الثاني
فلسفة النظام الديمقراطي
الديمقراطية كنظام سياسي :-
الديمقراطية اصطلاح معناه حكم الشعب حيث يقوم الشعب بنفسه ممارسة شئونه السياسية
الديمقراطية نظام سياسي يحقق السلام داخل الدولة : وذلك لأن القوانين التي تصدر يمكن تغيرها أو تبديلها بطريقة قانونية هادئة بدلا من اللجوء إلي العنف .
كانت الديمقراطية في بلاد اليونان مباشرة حيث كان المواطنين الأحرار في المدينة (الدولة) يجتمعون في السوق العامة في شكل جمعية وطنية يناقشون فيها كافة التشريعات والقوانين وكل ما يهمهم من أمور الحياة .
مزايا الديمقراطية المباشرة :-
1- رفض أن يتحكم فرد واحد أو مجموعة أفراد في شئون الدولة .
2- الأمة أو الشعب هو مصدر كل سلطة تشريعية أو قضائية أو تنفيذية .
3- حق الفرد في إبداء رأيه وفى ممارسة حقوقه السياسية .
عيوب الديمقراطية المباشرة :-
1- قصر الحقوق السياسية في حكم المدينة علي أقلية ضئيلة من السكان بعد أن تم استبعاد النساء والعبيد والأجانب يجعل الديمقراطية الأثينية قريبة من النظام الأرستقراطي .
2- لا يمكن تطبيق هذا النظام المباشر في دولة اليوم المترامية الأطراف .
3- لم تشمل الحرية اليونانية علي حرية العقيدة فعلى المواطن أن يدين بدين الدولة .
الأسس العامة للنظام الديمقراطي
1- أن الشعب هو مصدر جميع السلطات ولا يجوز أن ينفرد بالحكم شخص أو فئة .. الخ
2- يقوم الأفراد بالاشتراك في الشئون العامة للدولة دون اعتبار لوظائفهم .
3- يشترك في إدارة الشئون العامة بالدولة أكبر عدد ممكن من أفراد الشعب
4- ترتكز الديمقراطية على الفرد واحترام حقوقه السياسية .
5- ضرورة المساواة الكاملة بين الأفراد أمام القانون .
6- إن هدف الديمقراطية هو تحقيق السلام داخل الدولة .
معالم النظام الديمقراطي المعاصر ( الديمقراطية النيابية )
الديمقراطية المعاصرة ديمقراطية نيابية تقوم علي أساس انتخاب الشعب لمجموعة من النواب ( البرلمان – مجلس الشعب ) يمارسون السلطة باسمه ونيابة عنه لمدة معينة
اختصاصات البرلمان : 1- التشـريع أو سن القوانين .
2- الموافقة علي ميزانية الدولة . 3- مراقبة السلطة التنفيذية
مبادئ الديمقراطية النيابية :
1- مبدأ سيادة الشعب في اختيار حكامه وعزلهم ومراقبتهم
2- مبدأ كفالة الحريات الفرية في المجالين السياسي والاقتصادي
معالم الديمقراطية المعاصرة
1- أن يحكم الشعب نفسه بنفسه من خلال ممثلون ينوبون عنه في البرلمان
2- أن يختار الشعب ممثلين ينوبون عنه في البرلمان .
3- إن الانتخاب حق لجميع المواطنين في سن معينة
4- أن يقوم المجلس النيابي بمراقبة الحكومة إلى جانب سلطته التشريعية .
5- أن تكون فترة بقاء النائب محددة وأن يمثل كل الشعب .
6- أن يتم الاعتراف بمبدأ تعدد الأحزاب .
7- تقوم أحزاب المعارضة بمراقبة الحزب الحاكم لكشف أخطائه لصالح المواطنين .
8- سيادة مبدأ حكم القانون في الدولة .
9- لا سلطان للدولة على الفرد إلا بالقدر اللازم لحماية مصالحه ومصالح الآخرين .
10- احترام الحريات الفردية كالحرية في التعبير عن الرأي وحرية العقيدة .
تغيرات معاصرة نحو الديمقراطية :
أخذت الديمقراطية المعاصرة شكلين مختلفين :-
- الديمقراطية الغربية :- التي اهتمت بتحقيق الحرية والمساواة السياسية للمواطنين .. الخ
- الديمقراطية السـوفيتية :- التي ركزت على نظام الحزب الواحد .
البيروسـترويكا :
هي كلمة روسية معناها إعادة البناء وهى تشير إلى حركة التغيرات الواسعة النطاق في الإتحاد السوفيتي التي قادها الزعيم الروسي ( جورباتشوف ) .
وأهم معالم هذه الحركة الجديدة :-
1- سقوط ديكتاتورية ( الحزب الواحد ) وفتح الباب نحو تعدد الأحزاب .
2- أصبحت الحريات مكفولة وأهمها حرية التفكير وحرية النقد والمعارضة .
3- الاعتراف بأهمية الحريات الشخصية .
4- التخلي عن التخطيط المركزي الصارم والسيطرة على كل مراحل الإنتاج .
5- تطعيم مبادئ الاشتراكية بعناصر من اقتصاد السوق .
6- سقوط النظام القائم على انقسام العالم إلى معسكرين غربي وشرقي .
7- بدأ الحد من سباق التسلح والاتجاه إلي رفع مستوى الإنسان داخل بلده .
8- ظهر التعاون واضحاً بين الدول الكبرى في حل مشكلات الكرة الأرضية كمشكلات البيئة
مونتسـكيو
هو أحد كبار فلاسفة فرنسا في القرن الثامن عشر وقد اهتم بأحوال المجتمع الفرنسي
أشكال الحكم : يرى أنها ثلاثة : جمهورية ، وملكية ، وطغيان .
1- النظام الجمهوري (ومبدأه الفضيلة ) ويوجد منه نوعان وفقاً لعدد الحكام :
النظام الديمقراطي : وهو النظام الذي يلاءم ( مساحة صغيرة من الأرض ) حيث يستطيع الزعماء أن يجتمعوا مع المواطنين للتشاور والتداول في العمل ومبدأه المساواة السياسية .
النظام الأرسـتقراطي : وفيه يتولى الأشراف أو النبلاء إدارة الحكم وإن كانوا قليلي العدد تولوا الحكم معاً وإن كانوا كثيري العدد انتخبوا مجلساً منهم ومبدأه اعتدال الحكم .
2- النظام الملكي (ومبدأه الشرف) : وهو الذي يقوم على حكم فرد واحد بموجب قوانين ثابتة وأن يعمل الملك لصالح الشعب وليس مصلحته الخاصة .
3- حكم الطغيان والاستبداد (ومبدأه خوف الشعب ) : هو يمثل حكم الفرد المستبد الذي يضحى بمصالح الشعب لأجل مصلحته الخاصة والحاكم المستبد يقضى بجهله على شعبه
الفصل بين السلطات :- يرجع مونتسكيو السيادة في الدولة إلى سلطات ثلاث منفصلة عن بعضها حتى يتحقق احترام القانون واحترام الحقوق الفردية والحرية الفردية لأن اجتماع هذه السلطات في يد واحدة تؤدي إلي الاستبداد وهذه السلطات هي :
1- السلطة التشريعية : (البرلمان) وتقوم بسن القوانين ولكنها لا تقوم بتنفيذها
2- السلطة التنفيذية : (الحكومة) وهى التي تتولى تنفيذ القوانين .
3- السلطة القضائية : (المحاكم ورجال القضاء) وتقوم بتفسير القوانين وتحكم بمقتضاها .
جان جاك روســــو ( 1717- 1778 )
فيلسوف سياسي فرنسي اهتم بالسـياسـة كما اهتم بالتربيـة .
أصل التفاوت بين الناس :
1- يرجع روسو أصل التفاوت بين الناس إلى أن الإنسان بدأ حياته في الغابة في مجتمع بسيط كان يحصل فيه بسهولة على كل حاجاته الطبيعية وكان كل إنسان يتساوى مع غيره .
2- ثم بدأ الإنسان اكتشف الزراعة والصناعة فظهر التفاوت بين الناس فقراء وأغنياء وضعفاء وأقوياء فوضع الأقوياء أنظمة خاصة تدعم مراكزهم وتصون ملكياتهم وأذعن الفقراء لهذه القوانين واختفت المساواة واختفى السلام وظهر الشرور .
العقد الاجتماعي : يقوم علي الأسس الثلاثة التالية :-
الأساس الأول : هناك عقد اجتماعي ضمني بين الأفراد ومجتمعهم ككل .. وكل مواطن عندما يقبل أن تحميه القوانين العامة يدخل - ضمنياً- في هذا العقد .
الأساس الثاني : السلطة العليا هي ( الإرادة العامة للمجتمع ككل ) وليست الحكومة
الأساس الثالث : الحرية هي طاعة القانون .
الإرادة العامة :
1- الإرادة العامة هي هيئة معنوية تعبر عن إرادة المجتمع .
2- الإرادة العامة ليست هي إرادة جميع المواطنين وليست أيضا إرادة الأغلبية
3- الإرادة العامة هي الصوت المعبر عن الأحياء والأموات والذين لم يولدوا بعد .
ونظرية الإرادة العامة قللت من أهمية الحكومة لأنها مجرد وسيط له سلطات مفوضة من الشعب يمكن سحبها أو تعديلها حسب إرادة الشعب
تأيده للديمقراطية المباشـرة ورفضه للديمقراطية النيابية :-
1- يرى جان جاك روسو أن الحكم الحر الوحيد يتمثل في ( الديمقراطية المباشرة ) لأنه في هذا النظام يحكم الشعب نفسه بنفسه بطريقة مباشرة وبلا وساطة برلمانية .
2- ويرفض روسو الديمقراطية النيابية لأن الإرادة العامة للشعب لا تقبل الإنابة ولأن النواب سرعان ما يشرعون لمصلحتهم الخاصة لا للخير العام .
لهذا يرى روسو أن الدولة المثالية يجب أن تكون من الصغر بحيث تسمح لجميع المواطنين الاجتماع مراراً فكلما اتسعت الدولة تقلصت فيها الحرية .
ملاحظات على فلسـفة روسـو السـياسـية :-
1- اعتبروا كتابه (العقد الاجتماعي) هو (المنشور الأول للثورة الفرنسية) .
2- وضع أساس التسامح الديني بقوله ( كل إكراه في العقيدة مرزول ) .
3- رغم أنه اعتبر الملكية الخاصة أساس الشرور فإنه دعا إلى حمايتها كضرورة اجتماعية
4- إن الديمقراطية المباشرة التي كان معجباً بها لا يمكن تحقيقها في الدولة الحديثة .
رابعاً : نظام الشـورى في الإسـلام
إن النظام السياسي الذي دعا إليه الإسلام يشتمل على الأسس الديمقراطية السامية .
ويمكن توضيح ذلك على النحو الآتي :-
1- يدعو الإسلام إلى المساواة بين البشر سواء أفراد أو أجناس .
2- إن السياسة في الإسلام هي العدالة والمساواة والمسئولية .
3- كان الرسول يشاور بالفعل كما حدث بالنسبة للأسرى في يوم بدر .
الوضع السـياسي للمرأة في الإسـلام. الذي تمثل فيما يلي :-
( أ ) كفل الإسلام للمرأة حقوقها السياسية حيث كانت تشارك وضع التشريعات للسياسة وتعارض الرأي بحرية .
( ب ) كان للمرأة حق المشاركة في انتخاب الخليفة والبيعة له أو الاعتراض على بيعته .
( ج ) كانت المرأة تحضر مع الرجال دروس الفقه والدنيا والدين .
الشورى في الإسلام : يعد الركن الأول للنظام السياسي في الإسلام فقال تعالي : " وأمرهم شورى بينهم " وكانت الشورى صفة من صفات المؤمن ولقد كان الرسول يشاور المسلمين بالفعل ، كما حدث بالنسبة للأسرى في يوم بدر وأيضاً بالنسبة لملاقاة المشركين في يوم أحد وكان الرسول يحترم المعارضين ويستمع إلى أقوالهم ويجادلهم بالحسنى .
مبدأ الشورى في انتخاب الخلفاء الراشدين : ويتضح ذلك فيما يلي :
خلافة أبى بكر الصديق : عندما توفى الرسول قام خلاف بين المهاجرين والأنصار على من يخلفه واجتمع الفريقان في سقيفة بني ساعده وقام أبو بكر بشرح حجته في أحقيته بالمنصب ولما اقتنع الفريقان برأيه بايعوه .
خلافة عمر بن الخطاب :- عندما شعر أبو بكر بقرب وفاته ، دعا الناس إلى اختيار حاكم جديد يرتضون بحكمه ونزاهته فطلبوا منه أن يختار من يرى فيه صلاحاً وبعد مشاورات مع كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار رشح لهم عمر بن الخطاب فبايعوه .
خلافة عثمان بن عفان :- عندما حضرت المنية عمر بن الخطاب بعد أن طعنه أبو لؤلؤة بخنجره المسموم طلبوا منه تحديد خليفة بعده فاختار ستة من كبار الصحابة وصفهم الرسول أنهم من أهل الجنة وترك لهم حرية الاختيار وهكذا تمت مبايعة عثمان بن عفان .
خلافة على بن أبى طالب :- عندما قتل عثمان بن عفان قام الخلاف بين المسلمين الذي لم يحسمه سوى القتال وتمت مبايعة الإمام على للخلافة وقد بايعه أولاً أهل المدينة ثم بايعه كثير من المسلمين في مصر وغيرها من البلاد الإسلامية ولكن لم يبايعه الذين كان يتزعمهم معاوية إذ كانوا يرون وجوب الثأر لمقتل عثمان أولاً وهكذا نشأت الفتنة الكبرى الشهيرة التي نقلت خلافات الرأي بين المسلمين إلى ساحات القتال .
خلاصة هذا الموقف :-
1- إن الخليفة في الإسلام لا يفرضه أحد ولا يعين من أي جهة وإنما من بايعه المسلمون .
2- إن الخليفة في الإسلام يستمد سلطاته وسيادته من الأمة التي يمثلها وتنتهي وكالته بموته وليس له أن يقيم غيره مقامه إلا إذا وافقت الأمة على ذلك .
الفصل الثالث
نظم مرفوضة من زاوية الديمقراطية
توماس هوبز 1850 - 1679
هو فيلسوف إنجليزي يرى أن أسباب الاضطرابات السياسية والاجتماعية التي تحولت إلى عنف وحرب هو ( غياب السلطة القوية ) التي تفرض سيطرتها على الجميع .
نشأة المجتمع :- على عكس أرسطو كان هوبز يرى أن الإنسان لا يولد صالحاً للمجتمع وهو يولد حيواناً فقط وأن هذه الطبيعة الحيوانية الأولى التي يولد بها الطفل تحتاج للتربية والأسرة والمدرسة والمجتمع لتضفى عليه طبيعة ثانية هي ( الطبيعة الاجتماعية السياسة )
حالة الطبيعة : يرى هوبز أن كل إنسان هو عدو لغيره وهو ( ذئب ) لأخيه الإنسان يتربص به لكي يمنعه من القضاء عليه فهي ( حرب الكل ضد الكل ) في هذه الحالة من التربص تستدعى ( قيام سلطة قوية تفرض على الناس وتفرض على المجتمع الانضباط ) .
التعاقد الاجتماعي :
1- للخروج من حالة حرب الكل ضد الكل لا يمكن إلا بتنازل كل فرد عن حريته الطبيعية لسلطة قادرة على فرض النظام والقانون وحماية الأفراد .
2- يحدث اتفاق يتنازل فيه الأفراد عن حقوقهم في الدفاع عن أنفسهم لسلطة عليا تقوم بهذه المهمة نيابة عنهم هي (الدولة) .
2- وهكذا ظهر ( الحاكم المطلق ) أو ( السلطة المطلقة ) .
ملاحظات على رأى هوبز :-
1- إن الأساس الذي يرتكز عليه نظام الحكم ليس الفرد بل هو الكل أو المصلحة العامة .
2- إن الفرد لا يستطيع أن يسترد حريته التي تنازل عنها وأنه ليس من حقه أن يثور على السلطة إلا إذا لم تستطع السلطة حمايته .
3- ليس مهماً عند هوبز أن تكون السلطة الحاكمة شخصاً واحداً أو مجموعة أشخاص ولكن المهم هو أن تكون هناك ( سلطة مطلقة ) .
ثانياً : الفاشــية
تقوم الفاشية علي ضرورة وجود بطل أو زعيم يقود الأمة ويحقق أهدافها ويخلصها من الإذلال السياسي على نحو ما يحدث في إيطاليا وألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى .
تعد الفاشية اشد النظم عداءا للديمقراطية : لأنها ترفض العقل وتعلي من شأن الغرائز والوجدان وتهتم بتمجيد الجنس والدولة ونقاء الدم علي نقاء العقل .
الفاشـية الإيطالية :- أسسها موسوليني في إيطاليا بعد الحرب العالمية الأولى
1- تري أنه علي الحكام تربية الشعب من أجل الصراع والحرب .
2- لابد أن يسود الصراع لكي يظهر الأقوى بالنسبة للأفراد والأرقى بالنسبة للجنس .
2- جعل موسوليني الشعار الإيطالي ( الإيمان - الطاعة - القتال ) .
2- كان يطمع موسوليني في أن تصبح إيطاليا قائدة للجنس البشرى في القرن العشرين .
الفاشـية الألمانية ( النازية ) :- أسسها هتلر تحت اسم حزب العمل الاشتراكي الوطني
حكم الصفوة الممتازة :- يرى هتلر أن أفراد المجتمع فيهم القوى وفيهم الضعيف وأنه يجب أن يتولى القيادة الصفوة الممتازة بحيث تتولى التوجيه والإرشاد والإدارة ودفة الحكم .
خصائص النظم الفاشـية :-
1- التضحية بالفرد في سبيل المجموع مع إعطاء السلطة المطلقة للحاكم أو الدولة .
2- التركيز على فكرة التفاوت بين الأجناس .
3- اسـتبعاد العقل والإعلاء من شأن الغرائز ورفض المساواة .
4- الاتجاه للحرب حتى يسود الجنس الأرقى الذي تخضع له الأجناس الأدنى .
5- إن السيادة والسيطرة يجب أن تكون للصفوة الممتازة .
ملاحظات على النظم الفاشـية :
1- إن النظم الفاشية تحط من مرتبة الإنسان حيث تلغى العقل وتعلي من شأن الغرائز .
2- إن الحضارة لا تقتصر على جنس واحد لأن كل الأجناس تساهم في قيامها .
3- لقد أصبح الإنسان مجرد أداة في يد السلطة المطلقة وبهذا سلبت حرية الفرد وحقوقه .
4- عبادة الزعيم وقد أثبت التاريخ خطأ الاعتقاد وانتهى بإيطاليا وألمانيا إلى الدمار .
5- هذه الأنظمة تعتمد على القوة والعنف ولا تقبل أي رأى يخالف رأى الزعيم .
الجمعة فبراير 13, 2015 12:42 pm من طرف شافي سيف
» the comandmentes
الجمعة فبراير 13, 2015 12:25 pm من طرف شافي سيف
» الواضح في المنطق الشرعي
السبت ديسمبر 21, 2013 12:36 pm من طرف شافي سيف
» تابع الوضوح في المنطق
السبت ديسمبر 21, 2013 12:28 pm من طرف شافي سيف
» المنطق لطلبه الدراسات
السبت ديسمبر 21, 2013 12:20 pm من طرف شافي سيف
» مدرسه دمنهور المعتصمه
الثلاثاء يناير 08, 2013 11:50 pm من طرف شافي سيف
» الاختبار الشفوي بمعهد فتيات دمنهور
الثلاثاء يناير 08, 2013 11:31 pm من طرف شافي سيف
» لو كنت شمسا لاصطفيتك
الأربعاء أكتوبر 17, 2012 4:32 pm من طرف شافي سيف
» هنيئا لكلب وسدته الكلاب
الأربعاء أكتوبر 17, 2012 4:31 pm من طرف شافي سيف